رائدات في الرياضة العراقية(افتخار السامرائي)

أفتخار ألسامرائى

لاعبة جمناستك وكرة طاولة في المدرسة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في محافظة كربلاء

في عام 1974 تم قبولها في كلية التربية الرياضية ، اذ تم اختيارها ضمن فريق الكلية والجامعة للجمناستك الايقاعي والذي كان يمثل المنتخب الوطني باشراف د.آسيا كاظم  وشاركت في عروض لسلاسل فردية وفرقية بدون ادوات وبالطوق والكرات والاشرطة والشواخص في مناسبات عديدة داخل الكلية وخارجها وبحضور فرق رياضية عربية واجنبية.

عام 1976 كانت احدى عضوات اول فريق تشكل في جامعة  بغداد ومن ثم نادي الطلبة  للفروسية و شاركت في عدة مسابقات داخلية  باشراف د. مصطفى الشهرستاني.

بعد بطولة الرماية  عام 1977 تم اختيارها في  فريق الجامعة ومن ثم نادي الطلبة ليمثل المنتخب الوطني مع كل من منال عبود، يمامة شنون، شذى عبد الله، زيدون مبارك، هيثم كامل، واخرون. 

 شاركت في العديد من البطولات واللقاءات الدولية ومثلت المنتخب الوطني في الاسلحة الهوائية وحصلت على المركز الاول في فعالية المسدس الهوائي واحرز فريق نادي الطلبة المركز الثاني في بطولة العراق للرماية عام 1987.  كما شاركت في عدد من الدورات التدريبية والتحكيمية في الرماية والسباحة ودورة التضامن الاولمبي.

 تخرجت في كلية التربية الرياضية عام 1978 وتعينت مدربة العاب فيها فكانت اول من ادخل ودرس مواد الرماية والفروسية للطلاب والطالبات والسباحة للطالبات، بعد ان كانت مقتصرة على الطلاب فقط، ضمن منهاج المرحلة الاولى.

عملت في اتحاد الرماية العراقي عام 1978-1980 ، نائب رئيس الهيئة الادارية لنادي المعوقين الرياضي  عام 1983 -1989.   كما عملت في  اتحاد السباحة العراقي 1982-1989 وعضو المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية.

اكملت دراستها في التربية الرياضية  وحصلت على الماجستير من بغداد للدورة الثانية 1984 وعلى الدكتوراه للدورة الاولى 1992 .

رائدات في الرياضة العراقية(حذام عبد الوهاب الاسدي)

حذام عبد الوهاب ألأسدي

حذام عبد الوهاب ألأسدي ولدت عام 1950 بغداد , وهي عضو هيئة عامة في اللجنة الاولمبية وعضو في إتحاد الفروسية العراقي .

 من انجازاتها الرياضية

في الساحة والميدان

 بدأت مسيرتها  الرياضية عام  1970 وذلك عند دخولها كلية التربية ألرياضية في جامعة بغداد  وذلك بمشاركتها  في فريق الساحة والميدان كمتسابقة في ركضة ال(100م) موانع وحصلت على مراكز متقدمة في سباقات الجامعة والجامعات العراقية وبطولة الجمهورية .شاركت في ركضة البريد 4(100م)مع كل من أللاعبة(باسمة بهنام ,سلمى الجبوري ,سلمى جواد ) وقد حققن رقما قياسيا جديدا بالبريد للعراق في عام 1970 .

في الفروسية

شاركت في عدة سباقات لاتحاد الفروسية العراقي منذ عام 1970- 1979 وذلك كفارسة في نادي الزوراء تحت إشراف المدرب (محمد علي المعروف ب(أبو فوزي )وفي عام 1977 دعيت  إلى المنتخب العراقي للفروسية تحت أشراف المدرب المصري (أبو أشرف ) وفي نفس العام  تم اختيارها  كأفضل فارسة في العراق وذلك لفوزها  ببطولة طفر الحواجز وسباق الجري المتعرج وقد كسرت الرقم القياسي العراقي السابق وكان معها مجموعة من الفارسات منهن (ميسون منير ,مها حميد).

وقد مثلت العراق مع الوفد العراقي إلى فنلندا وكذلك في مهرجان الشباب العربي في ليبيا وترأست وفد المنتخب العراقي في الأردن 2013 وكذلك  2015في برتو (البرتغال) .

اما المراكز الإدارية  التي شغلتها فمنها , منصب عضو هيئة إدارية في نادي الزوراء الرياضي عام 1976 وفي عام 1977كانت أول عضوة في اتحاد الفروسية العراقي وفي عام 2005 وبعد إعادة تأهيل الاتحاد الرياضي للفروسية من جديد كانت فيه كعضوة وعضوة في الهيئة العامة للجنة الاولمبية العراقية وعضوة في اللجنة النسوية فيها .

واما الدورات التي دخلتها  ,فهي  دورة للرياضة الجماهيرية عروض أرضية وجداريه بإشراف مدربين صينيين , دورات في الساحة والميدان إطلاق, توقيت, تحكيم, تدريب , دورات في لعبة كرة السلة منها تحت إشراف مدربين أجانب , دورات كرة طائرة تحكيم تدريب دورات كرة منضدة تحكيم تدريب , دورات في الرماية , دورات في مجال رياضة الفروسية في وزارة الشباب , دورة في إعداد القادة في بيروت حديثا .

رائدات في الرياضة العراقية(خولة رشيد مقصود)

خولة رشيد مقصود

مارست الرياضة منذ صغرها في الابتدائية وكانت تمارس  الرياضة على سطح المدرسة لعدم  وجود ساحات كبيرة وقتها , وفي الاعدادية كانت من ضمن فرق المدرسة في سباقات السلة والطائرة حيث كانت تشارك في بطولات تجري بين فرق مدراس الكرخ والرصافة , وكانت دائما من اللاعبات المتميزات  ونظرا لرغبتها الشديدة للاستمرار بنشاطها الرياضي  التحقت بكلية البنات قسم التربية الرياضية بالرغم من معدلها كان يتيح لها فرصة للتقديم لغيرها من الكليات.. وعندها بدأت مسيرتها الرياضية لأربع سنوات فقد اشتركت في بطولات الكلية والجامعة منها بطولات في  كرة السلة والطائرة والطاولة والريشة الطائرة والعاب القوى وكانت دائما تحصل على  المراكز االمتقدمة ومن ضمنها سباقات القفز العالي حيث حصلت على المركز الاول في سباقات الجامعة (جامعة بغداد) وكذلك في رمي القرص والموانع …

وبعد تخرجها من الجامعة رغم تعيينها هي وزميلتها ماجدة المعمارمعيدتين  في الجامعة الا انها  واصلت نشاطها الرياضي   .

زارت مع منتخبات الجامعة  عدة دول لأجراء مباريات , وكانت النتائج مشرفة جدا . ثم كانت احدى لاعبات المنتخب الوطني للكرة الطائرة وقد تالقت في مباراة ضد المنتخب   السوري سنة 1969  .

كذلك شاركت في سباقات الاندية العراقية للنساء ضمن فريق نادي الفتاة الرياضي وخاضت الكثير من المباريات في المحافظات .

تدربت على يد المدرب الروسي (اوكناي ) واستفادوت منه الكثير , وحصلت على كتب شكر وتقدير كثيرة لدورها الفاعل في تنشيط الرياضة الجامعية .

استمر نشاطها في كلية العلوم لحين احالتها على التقاعد سنة 1997 , وذلك بعد مسيرة رياضية مميزة  بما قدمته  في مجالات اللعب والتدريب والتدريس  متحدية الظروف الاجتماعية الصعبة وقتها حيث كان المجتمع يعارض مشاركة المرأة في السباقات الرياضية .

تتسلم الكأس من رئيس اللجنة الاولمية الوطنية العراقية إسماعيل رزوقي

تتسلم الكأس من رئيس الجمهورية عبدالرحمن محمد عارف

رائدات في الرياضة العراقية(سلمى الجبوري)

سلمى الجبوري

• الرائدة  سلمى عبد الامير موسى الجبوري خريجة كلية التربية الرياضية (بكالوريوس ٧٣_١٩٧٤) , متزوجة من المدرب والخبير الكروي عماد زبير احمد , لديها ثلاثة ابناء مع ثلاثة احفاد وابناءها هم (الاعلامية شيماء عماد زبير وابنها علي عبد الخالق  ) و (الاعلامي محمد عماد زبير وابنه تيم محمد عماد ) و (المهندسة شهب عماد زبير وابنتها شمس علي فائق ).

مارست رياضة العاب القوى والالعاب المنظمة (كرة السلة _الطائرة ) منذ مراحل الدراسة المتوسطة والاعدادية والجامعية و في منتصف ستينات القرن الماضي( ١٩٦٥-١٩٦٩) و قبلت في كلية التربية الرياضية للعام الدراسي 1970-1971 وتخرجت منها عام 1974 , شاركت في جميع البطولات الخاصة بجامعة بغداد والجامعات العراقية . فضلا عن  بطولات الاندية الرياضية وبطولات الجمهورية بألعاب القوى والالعاب المنظمة ( سلة – طائرة _يد) ولعدة سنوات . حطمت كل الأرقام القياسية بسباق ١٠٠م و٢٠٠ م ورمي الرمح و٤x ١٠٠ م بريد ولعدة سنوات وفي عدة بطولات واختيرت بطلة الساحة والميدان ولعدة سنوات  المركز الاول لثلاثة فعاليات التي ذكرتها .

كانت  احدى لاعبات فريق كرة القدم النسوي وهو اول فريق نسوي عراقي في كرة القدم وكان مدرب الفريق آنذاك الاستاذ عماد زبير وأول مباراة كانت مع كلية العلوم ومدربته الست نجاة الفياض وكانت المباراة يوم ٢٤/١١/١٩٧٢ في احتفالات عيد الطالب وعلى ملعب الكشافة . وايضا كانت لاعبة في نادي المواصلات الرياضي من ٧٠_ ١٩٧٤ ومثلته في كافة الالعاب والذي اصبح لاحقاً نادي الزوراء الرياضي وكان يرأسه انذاك المرحوم الاستاذ عدنان ايوب صبري ( وزير الشباب والرياضة_ رئيس اللجنة الاولمبسية الوطنية العراقية انذاك ولايمكن ان ننسى جهوده وبصمته في خدمة الرياضة والرياضين . كانت  اول رياضية عراقية تشارك في بطولة اليوم الاولمبي في المانيا عام ٧٣ لألعاب القوى وحققت رقماَ عربياَ في ركضة ١٠٠ م برقم ١٢,٠٥ ثانية وكان مساوي للرقم العربي انذاك وبالتوقيت الكهربائي المعترف به دوليا.

حصلت على افضل رياضية في العراق عام ٧٣ في استفتاء الاعلام الرياضي وتم تكريمها , كان لها الشرف ان تحمل الراية الجامعية بعد ان حملها زملائها من المدرسة المستنصرية الاسلامية القديمة وصولاً الى ملعب الكشافة ودخلت بها بين تصفيق واشادة الجمهور الرياضي بانجازاتها  , عينت في كلية التربية الرياضية ثم كلية التربية ثم الكلية الطبية بجامعة بغداد قسم النشاط الرياضي الجامعي من عام 74_ 78 . انتخبت عضوة الهيئة الادارية لنادي الزوراء الرياضي عام 1974 ولأربع سنوات , وعضوة اتحاد العاب القوى في عام 1977 وكان يرأسه الاستاذ خالد توفيق لازم وعام 79 برئاسة محمد حقي ابراهيم وعام 84 برئاسة المرحوم فالح اكرم فهمي . قامت بنقل خدماتها الى وزارة التربية / دائرة النشاط الرياضي والكشفي في تربية بغداد الكرخ واشرفت وأعدت منتخب لهذه المديرية ولعدة سنوات من عام 78_1990 وطوال هذه الفترة حصل فريقها  على المرتبة الاولى ولعدة سنوات في فعاليات العاب القوى وقدمت لاعبات لمنتخب العراق بعد ان تمت دعوتهن من قبل اتحاد العاب القوى ليتدربن  باشراف  مدربين  أكفاء وشاركن في بطولات محلية واسيوية واولمبية .

وكانت مدربة المنتخب العراقي  النسوي المشارك في البطولة التي اقيمت في الصومال عام 1978 وحصلنا على المركز الاول . و مدربة المنتخب النسوي العراقي لألعاب القوى للدورة الاسيوية التي اقيمت في تايلند عام 1978مع اساتذتها الافاضل والمدربين المعروفين د. محمد رضا والاستاذ عباس السامرائي اما اللاعبات فهن 1 _ايمان نوري 2_ كوثر نعمة 3_ خالدة حميد 4_شعوب قحطان 5_ حمدية السماك 6_انوار حسين 7_سناء عبد الامير 8_رجاء قاسم مختار.

قدمت عطاء متمييزا طيلة فترة ممارستها لرياضة العاب القوى والالعاب المنظمة الاخرى ولابد من قول بان فترة السبعينات كانت حافلة بالانجازات الرياضية المتميزة للرياضة بصورة عامة والرياضة النسوية بصورة خاصة فكانت تستحق ان نسميها بالعصر الذهبي وتشير الى  اساتذتها معترفة  بالجميل لما قدموه لها وللرياضة النسوية ورياضة العاب القوى وتخص بالذكر الدكتور محمد رضا  فهو من قدم لها المشورة والاشراف التام على تطوير قدراتها  البدنية في رياضة العاب القوى وتحقيق الارقام القياسية طول  فترة دراستها في كلية التربية الرياضية ومشاركتها في كل  البطولات المحلية والدولية ..الشكر والاحترام لكل من خدم الرياضه وخلق ابطال لهم بصمتهم وبقت انجازاتهم خالده في تاريخ الرياضة والعاب القوى العراقية .

من الشخصيات التي خدمت اللعبة ولن تنساهم  :

1. د. محمد رضا

2. اثير صبري

3. علي السامرائي

4. غالب رنكه

5. عباس السامرائي

6. صبري بنانه

7. معن البدري

8. خالد توفيق لازم

9. فالح اكرم فهمي

10. فائق الجسار

11. مزهر مالك

12. شاكر الشيخلي

13. فيصل مكي

14. خضير زلاطة

15. عبد العزيز نايف

16. محمد عبد الحسن

17. طالب فيصل

18. احمد الجبوري

19. مؤيد الجنابي

20. اكتفاء ابراهيم

21. ارميناك سوران

22. فاضل الدليمي

23. سلمى الجبوري

من الذاكرة

كانت وزميلاتها يتدربن  بكل اخلاص وتفان وبدون اي دعم مادي ولايهمهن  سوى الانجاز ورفع اسم المؤسسة التي ينتمين اليها سواء المدرسة او النادي او الجامعة ورفع راية بلدهن في المحافل  المحلية والدولية وكان يشرف عليهن عدد من المدربين الذين كانوا يقدمون لهن النصائح باستمرار.

في منتصف الستينات 66_67 كانت طالبة في ثانوية قريش للبنات قي الكاظمية ذهبت الى ساحة الكشافة لخوض تصفيات مدارس الكرخ لألعاب القوى واشتركت في عدة فعاليات وكانت قد اجتازت التصفيات بتفوق ولكن هناك حادثة حدثت لها في تصفيات سباق 200 متر كانت الاولى في التصفيات  ولكن قبل خط النهاية بقليل من الامتار سقطت على الارض بسبب ارتدائها حذاء جمباز خفيف جداً وهذا لايجوز ولكنها كانت تجهل هذا الامر ..ساعتها بكت بكاء مرا حارقا على تلك الكبوة التي لم تكن في الحسبان  الا ان قرارا من لجنة الحكام أعاد اليها الروح على الرغم من عدم قانونية ذلك القرار الا ان اللجنة تعاملت مع الموضوع من زاوية موضوعية إنسانية  اذ قررت وسط دهشة الجميع إعادة المسابقة  بعد ان ترتاح  سلمى لبرهة من الزمن لانهم في اللجنة ادركوا ان زمنها احسن توقيت لكل  التصفيات بهذه الفعالية  وفعلاً أعيد السباق وكانت سلمى متفوقة وعندما جاء يوم المهرجان الرياضي للتربيات ولمدارس الكرخ كافة كانت الاولى في سباق 100 م _ 200 م ورمي الكرة و بطلة للساحة هكذا منحت لها فرصة رغم المخالفة القانونية من حيث التحكيم  ولكن كانت البداية لانجازاتها الرياضية.

 في عام 72_73 اقيمت بطولة الجمهورية بحضور نائب رئيس الجمهورية المرحوم صالح مهدي عماش وكانت إنجازات اللاعبات  رائعة اذ حطمن  ارقاما قياسية فقرر السيد النائب تكريمهن  مادياً و قد تجمعن فعلا  في كلية التربية الرياضية وبحضوراعضاء من  اللجنة الاولمبية العراقية وطرن فرحا  بهذا التكريم واذا باللجنة الاولمبية تلغي هذا التكريم ووتعده احترافا فلا يجوز ان يقابل الانجازالرياضي  بالتكريم المادي وانما التكريم يكون معنويا في تفسير غريب للامور وتم التكريم  بتقديم  شعار اللجنة الاولمبية .

ومن الذكريات انها ..كانت ترجع مشياً على الاقدام يوماً في  الاسبوع بعد ان يكون تمرينها قاسيا في ذلك اليوم لكي تسترخي عضلاتها بعد التمرين بدلاً من الهروله حول الملعب لعدة مرات ذلك ما كان يطلبه  منها استاذها الخبير  د. محمد رضا فتذهب مشياً على الاقدام من ملعب الكشافة الى مدينة الكاظمية الى ساحة عدن لكي تعود الى منزلها,  وكانت تلتزم ان لا  تستقل واسطة نقل الخاصة (هكذا كان الالتزام ) .

ومن المواقف التي تذكرها انها  كانت ترتدي  تنوره فوق التراكسوت في منتصف الستينات علماً ان من كان معها يرتدين التراكسوت اما هي كانت تخاف من اهلها لكي لايحرموها من ممارسة هوايتها ورغم كل ذلك كانت المتفوقة في سباق 100 م _ 200 م على مستوى مدارس الكرخ كافة .

كان ملعب الكشافة حينذاك  يمتلئ عن  بكرة ابيه – وحتى الارضية المحيطة بالمضمار-  بالجماهير الراقية الملتزمة وتستمر السباقات الى الليل وعلى الاضواء الكاشفه وهناك نقل تلفزيوني مباشر,  وان أرضية  ملعب الكشافة ومضمار (السبيس – المادة التي يفرش بها المضمار وهي مادة بدائية ) ارضية صعبة غير ان هذا الملعب يضل ذي فضل بما تحقق من  إنجازات على الرغم من قسوته الا انه  خلق بطالا من كلا الجنسين . كان في عائلتها من يعارض مشاركتها في السباقات الرياضية  الا انهم ذات يوم اصبحوا امام الامر الواقع المفرح  بعد انجازاتها التي كما يقال بالعامية (تبيض الوجه  ) ففي احد الايام عادت الى البيت وكان اهلها قد تملكهم الخوف والذعر عندما تم نقل مهرجان ألعاب القوى تلفزيونيا  بحضور المرحوم طاهر يحيى نائب رئيس الجمهورية وذلك عام 66_67 والذي قام بتقديم الهدايا شخصيا للبطلات ( الكؤوس ) وكانت هي بطلة الساحة وقد شاهدها اخوها الكبير والوحيد –  رحمه الله  – وما ان دخلت الدار خائفة مضطربة فاذا به  يناديها وكانت ترتجف (انت بطلة وانا فخور بك) لم  تصدق ما سمعت فكانت تلك اللحظة لحظة القضاء على الخوف في قلبها الذي ازداد نبضه عشقا للرياضة . .

كانت اول فتاة تمثل العراق في محفل دولي سنة 73 في المانيا وسجلت رقما مساويا للرقم العربي ويعد  رقما عراقيا جديدا قدره 12.05 ثانية . وتذكرعندما اشتركت في اليوم الاولمبي في المانيا 1973 كان يجب ان ترتدي الشورت القصير مع بطلات عالميات ولكنها لم تتجرأ فلبست شورت يلبسه الاولاد الصغار حيث يكون بمثابة بنطلون فوق الركبه و بعد سنتين اهدته  الى تلميذتها  اللاعبه الجميلة انيتا بنيامين لاعبة الوثب الطويل وصاحبة الرقم القياسي للشباب 5,16 م فكان خير ذكرى.

كانت في  اول فريق كرة قدم نسوي شكل في العراق  وهو  فريق كلية التربية الرياضية عام 1972.

ولا تنسى الرقم الذي سجلته قي المانيا والذي لم يكسر لعدة سنوات طويله وكان التوقيت كهربائياً اما الارقام التي تسجل بالتوقيت اليدوي فلايمكن الاعتماد عليها ..اما العداءة دانا حسين فهي اللاعبة التي كسرت طوق ال 12,00 ثانيه كهربائياً ودولياً,

من دفتر ذكرياتها انها لا تنسى عميد كليتها المرحوم الأستاذ الدكتور نجم الدين السهرودي عندما رسبها في درس رعاية الشباب وهو مقرر بسيط يتحدث عن الحركة الكشفية اما السبب الحقيقي للرسوب فهو , بعد ما ظهرت في برنامج تلفزيوني ووصفت كليتها  ب  ( مقبرة البنات ) حيث كان دوامهم في باب المعظم ولم تكن لديهم  ملاعب محترمة لممارسة الدروس الخاصة فيما عدا البطلات كن يذهبن   الى ملعب الكشافة لممارسة التدريبات , وظل السهروردي لا يكن لها ودا بسب جرأتها حتى عندما تم تعيينها في الكلية ذاتها مما اضطرها  الى طلب النقل الى احدى كليات جامعة بغداد و في قسم النشاط الرياضي  , علماً ان درجاتها في الدروس العملية كانت بتقدير امتياز والدروس النظرية جيد جداً وجيد وهناك  اكثر من سبعة دروس عملية وسبعة دروس نظرية فكيف  تخفق في مقرر يكاد لا يذكر  !!

و لا تنسى  من وقف الى جانبها ودعمها في قبولها في الكلية ومن ثم تعيينها  ..ومنهم :

  • عدنان ايوب صبري العزي ( وزير الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية وعضو فخري في نادي الزوراء )
  • د. عبد اللطيف البدري رئيس جامعة بغداد 70_71
  • غالب رنكه مدير رعاية الشباب في جامعة بغداد 70_71 وبعد ذلك استاذ في التربية لرياضية
  • طه ابراهيم العبدالله رئيس جامعة بغداد 1974
  • محمد دبدب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق
  • فهد الشكره عضو الاتحاد الوطني لطلبة العراق واصبح وزيراً
  • حسن نفل عضو الاتحاد الوطني لطلبة العراق

وتتذكر اسماء رائدات من جيلها :

باسمه بهنام , نضال عبد الرحمن  , منى جواد, سلمى جواد , وسيلة ابراهيم, سهام اسكندر ,  دلال محسن , تونس مكي , امل ظاهر , كوثر نعمة, ايمان شاكر,  اميرة محمد ,  نهى حنا , افتخار عبد الجبار ,  حذام عبد الوهاب , عالية عبد الرحمن , مورين يوسف , حمدية السماك .

و رائدات من بعدها  :

 ايمان صبيح , ايمان عبد الامير , ايمان نوري ,وصال محمود , دينا سعدون ,شعوب قحطان , انوار عبد المحسن , سناء عبد الامير, خالده حميد

 ومن الرائدات اللاتي اختزلتهن ذاكرتها  بقائمة منفصلة وتفتخر انها اكتشفتهن ودربتهن  من خلال عملها في تربية الكرخ الاولى وتمت دعوتهن لاحقا للمنتخبات  من قبل الاتحاد العراقي لألعاب القوى واصبحن بطلات على مستوى القطر ومثلن العراق في المحافل العربية والاسيوية وباشراف  مدربين اكفاء :

 انيتا بنيامين , ازهار علي , انتصار علي , عروبه نوح ,ميساء حسين , رجاء قاسم مختار ,جميلة نجم , هدى نجم ,سندس حميد , نديمة بدر , لينا يوحنا ,عائشه اسامه

وتذكر جهود من عمل معها في تربية الكرخ الاولى الاستاذ سعدي حسن مدير النشاط الرياضي والكشفي والاستاذ فائق الشماع مشرف في النشاط وكليهما كانوا اعضاء في اتحاد العاب القوى والمدرب احمد الجبوري ومؤيد الجنابي واكتفاء ابراهيم.

البطلة سلمى الجبوري

اول مباراة بكرة القدم النسوية في العراق بين فريقي كلية التربية الرياضية وكلية العلوم – جامعة بغداد وكانت مدربة فريق العلوم الست نجاة فياض وقد جرت 24 / 11 / 1972 في ملعب ساحة الكشافة في محلة الكسرة في بغداد

اول فريق كرة قدم نسوي في العراق باشراف المدرب عماد زبير تشكل في 1/10 / 1972 في كلية التربية الرياضية – جمعة بغداد

فريق نادي المواصلات – الزوراء حاليا – للكرة الطائرة والسلة 1972

سباق ركضة البريد – كلية التربية الرياضية 1972

سباق 100 م – جامعة بغداد 1973

الرائدة سلمى الجبوري مع ابنتها شيماء زبير التي أصبحت من مشاهير الاعلاميات  في الوطن العربي وبدأت في الاعلام الرياضي في مجلة الف باء في تسعينيات القرن الماضي .

رائدات في الرياضة العراقية(باسمة بهنام)

باسمة بهنام

بدأت مسيرتها الرياضية عام 1954 عندما كان عمرها اربع سنوات بفعاليتي السباحة والباليه, حيث كان معلمها ومدربها  والدها  الاستاذ بهنام باسيليوس في مسبح العلوية / بغداد كونه في ذلك الوقت كان مدير المسبح ولقد برعت بهذه اللعبة كثيرا , كما علمها  السباحة الاولمبية الصحيحة بكل انواعها . وكذلك القفز في الماء بأستعمال القفازة ,  والمهارة الثانية الباليه في معهد بباب الشرقي وكانت مدربتها  روسية الاصل وبقيت معها سنتين كانت تتدرب بمعدل 3 ايام في الاسبوع وذلك مما ساعد على بناء جسمها  والحفاظ على رشاقتها وكان كل ذلك تحضير لرياضة الجمناستك بكل انواعه .

ولقد ساهمت في عام 1959 وكان عمرها 9 سنوات  بعرض على مسرح ثانوية الكاظمية وقدمت رقصة الباليه على موسيقى الدانوب الازرق وقد نال اعجاب الحاضرين وكانت ضمن فريق  تربية الكرخ .

اما بدايتها في الالعاب المنظمة كرة السلة والطائرة والريشة فكانت في ثانوية الحكمة في مدينة  العطيفية  ولقد شاركت في بطولة التربيات وعلى ملعب الشعب  28/ 3/ 1967بفعالية 100 م و200م و100 موانع…وكانت معها من اللاعبات هاجر عبد الجبار.

 تخرجت من الثانوية وقبلت بكلية اللغات عام 1968 ولكن كانت تتمنى الدراسة في كلية البنات / قسم التربية الرياضية وهذا ما قالته للوالد حين ذاك وعندما فتح القبول للبطلات  في الكلية قدمت ونجحت وكان ترتيبها الثانية  وكان القبول فقط 3 بطلات هي وامال عبد الامير  وتونس مكي وكان عدد طالبات الصف 20 طالبة ومن البطلات اللائي كن  معها في ذلك الوقت بشرى علي رشدي سلة/ طائرة , امال عبد الامير  / طائرة , وسيله محمد /  سلة / طائرة / كرة يد ,  وتونس مكي / سلة / طائرة / يد / ساحة وميدان  ,سميرة حمزة / طائرة , نضال مهدي / طائرة / سلة  , سهيله عارف / سلة / يد  وعواطف  / ساحة وميدان  / الوثب العريض  , نزهت / طائرة .

مارست باسمة بهنام العاب  الكرة الطائرة والسلة واليد والجمناستك حديث و الساحة والميدان  وكرة  الريشة  ومن الرائدات اللائي  كن  متقدمات عليها بمراحل الدراسة  سهاد السامرائي شقيقة الرياضي المعروف في عالم العاب القوى عباس  السامرائي,  تلعب  ساحة وميدان . رمح , قرص ,   ثقل . كرة طائرة ,    نضال عبد الرحمن  سلة . طائرة . يد . ساحة وميدان .100 م 200م . بريد ,و منى جواد لعبت  ساحة وميدان 100م موانع . طائرة .سلة وفي فريق الجمناستك الحديث وكانت المدربة اجنبية و مساعد المدرب  صائب العبيدي اما اول فريق جمناستك نسوي فقد تشكل عام 1970 كانت فيه اللاعبات  حنان . هناء  . عايدة علي , سهام اسكندر . بشرى مهدي .

وفي الكرة الطائرة كانت مدربتهم من  جيكوسلفاكيا  وهي  مس داشا  مع المدرسة ناهضة الجبوري .

وفي كرة السلة كانت المدربة نفسها مس داشا وفي العاب الساحة والميدان كانت مدربتهم مس فرابيل ويساعدها الاستاذ على السامرائي ,اما مدربهم في العاب الساحة والميدان كان الوالد بهنام   باسيلوس ويساعده الاستاذ الدكتور محمد رضا والدكتور اثير صبري / في فعالية القفز العالي الفوسبوري . وهي اول لاعبة تقفز هذه القفزة مع الاستاذ اثير صبري في مهرجان الكلية المقام في بعقوبة 1970 _ 1971اذ قدما   ثنائي العرض وقفزت 1,32م . وفي عام 1970 في ملعب الشعب شاركت في بطولة الجمهورية لالعاب القوى المفتوحة ,  لعبت 100م  200م و100م موانع 4 × 100 بريد رمي قرص . و رقم قياسي  كان مسجل باسم سهاد السامرائي والقفز العالي وحصلت على 5 ارقام قياسية في هذا المهرجان وبطلة الساحة مع اللاعب طالب فيصل .

عام 1970 زار العراق  فريق جامعة الكويت للعب  في بغداد طائرة . سلة .يد . ساحة وميدان  ولقد فازت مع الفرق العراقية  في كل الفعاليات وبعد شهرين ذهب إلى الكويت منتخب جامعة بغداد رجال ونساء ولعبوا هناك بنفس الألعاب وفازوا عليهم رجال ونساء وعندما عادوا قدمها الأستاذ مؤيد ألبدري في برنامج الرياضة في أسبوع وكان معها اللاعب علي الخطيب وراجحة مصطفى ومحمود السعدي وفي المرة الثانية التي ضيفها  البرنامج  عرض عليها المخرج إذا كانت مستعدة  لمساعدة الأستاذ مؤيد ألبدري في تقديم البرنامج ولكنها اعتذرت لانشغالها بالتدريب يوميا في لعبة  العاب القوى  وثلاثةأيام  كرة سلة وثلاثة أيام كرة طائرة  إما الجمناستك فكان يوميا قبل الذهاب لتدريب الساحة والميدان .

وفي الصيف كانت تخصص أربعة أيام للسباحة متنقلة بين مسبح مركز شباب الاعظمية ونادي الاقتصاديين ومسبح العلوية  وبعدها أصبحت مشرفة سباحة في نادي الاقتصاديين لمدة ثلاث سنوات  وعند تخرجها بدرجة امتياز وكان ترتيبها الثاني  بعد يحيى النقيب  وسميت دورتهم بدورة الصمود ويومذاك   أوقفت التعيينات إلى إشعار أخر وبما إنها من الأوائل فقد عينت في معهد الإدارة التابع إلى مؤسسة المعاهد الفنية الذي أسس لاول مرة عام  1972 وبقيت تلعب ضمن منتخب جامعة بغداد كرة طائرة .سلة. سباحة . يد  ساحة وميدان فضلا  عن التدريب في نفس السنة اوفدت  إلى ألمانيا الديمقراطية من قبل وزارة الشباب لحضور المهرجان العالمي للشباب المقام في برلين / المانيا 1972 ضمن الوفد الكبير الذي شمل الرياضة والفنون والسياسة وشاركت ضمن فعالية وردر وحازت على جائزة تقديرية وكانت بطلة الفعالية لأنها مزجت بين الجمناستك الحديث والباليه بعدها في العام 1974 عينت في كلية العلوم  بغداد 1974- 1975 بعدها كلية الطب البيطري ليقرر أول مرة في العراق تطبيق درس الرياضة للصفوف الأولى في الكليات ,  واختيرت أربع كليات للمباشرة بهذه التجربة هي  الطب البيطري ,الآداب ,التربية ,الإدارة والاقتصاد  وبقيت عاما واحدا  1975 – 1976 .

تم نقلها إلى كلية الطب بغداد لان درس التربية الرياضية طبق هناك عام 1976 إلى 1979 حيث سافرت إلى أمريكا للدراسة العليا  في اختصاص الاكتسيولوجي ( تعلم حركي .بايوميكانيك . تحليل حركي ) .

وفي الولايات المتحدة الامريكية عملت في التدريس لمدة أربع سنوات في المدارس الحكومية في سان دياكو  / كاليفورنيا ..حول مسيرتها  الحافلة بالنشاط والتألق كتبت عنها الكثير من الصحف المقالات والمقابلات والصور وحصلت على الكثير من  كتب الشكر .

وكانت باسمة بهنام أيضا:

1- عضو نادي الاعظمية الرياضي وأمينة الصندوق إذ كانت من مؤسسي الحركة النسوية  في النادي وكانت نتائجه مميزة  وينافس بقية الأندية على المراكز المتقدمة

2- عضو اتحاد الساحة والميدان فرع بغداد أمينة الصندوق مع العميد الطيار محمد عبد لله وعبد الرزاق وعباس يوسف

3- مدربة منتخب العراق ساحة وميدان للنساء المشارك بدورة بانكوك 1979 وكانت اللاعبات هن إيمان نوري وشعوب قحطان وإيمان صبيح ودينا سعدون وكوثر نعمة وأخريات وكانت مورين يوسف مساعد مدرب وفي أخر لحظة قبل سفر المنتخب تم تغيير اسمها واسم مورين و وضع اسم البطلة سلمى الجبوري من قبل اتحاد الساحة والميدان المركزيبدلا عنها !

رائدات في الرياضة العراقية(ماجدة المعمار)

ماجدة المعمار

منذ طفولتها كانت ماجدة المعمار تلعب وتتسلق وتركض وتطفر وتشكل فرقا  وكانت تقود الاطفال وتنظم الالعاب في مدرستها الابتدائية في بغداد ايضا وتعمل التمارين السويدية واشتركت في كل الفعاليات وهي تتطلع الى مستقبل رياضي حتى دخلت المدرسة المتوسطة وكانت المشرفة وقتها الست سامية الدوري يومها  حصلت المعمار على الكأس  بلعبة المنضدة وهي في الاول المتوسط كما انها كانت ضمن فرق لعبتي السلة والطائرة ثم دخلت ثانوية الحريري في الاعظمية وكانت مدرسَة الألعاب الرياضية الست – وهو لقب المدرسة في المدارس العراقية –  زكية العبايجي التي لها  تاريخ مميز في الرياضة  النسوية والمخيمات الكشفية ففي عام  1958 طرحت  فكرة انشاء ناد رياضي للفتاة وفعلا تم افتتاح النادي بإدارة شخصيات معروفة ابرزهم سالمة الخصاف وزكيه العبايجي وسهيلة كامل وفائزة النجار . وتم الاقبال على النادي وموقعه  الصليخ شمال بغداد باعداد كبيرة من قبل الفتيات وتم تشكيل اول فريق وقتذاك مؤلف من عواطف اسود ولطيفه اسود ومي البكري  وخلود عبد الرحمن  ثم جرى تشكيل فريق من عائلة المعمار فلعب مباراة بالكرة الطائرة ضد فريق النادي وفاز عليه  بشوطين مقابل شوط في مباراة بالكرة  الطائرة وكان الفريق المعمار  العائلي  مؤلف من ماجدة  وسميره المعمار ووداد ابراهيم واحلام ابراهيم  وكن يتحدين   الكثير من المصاعب من اجل ان  تتواصل  هذه النشاطات الرياضية  وكان يشرف على تدريب منتخب النادي الأستاذ  سلمان فرس النبي رحمه الله ..اما فريق الناشئات فيشرف عليه الاستاذ هاشم حمام . وقام فريق النادي   بنشاطات مميزة مع  المحافظات . ومن ثم دخلت المعمار الجامعة  وبالرغم  من ان معدلها كان يؤهلها لما هو اعلى الا انها دخلت كلية البنات قسم التربية الرياضية وقررت أن تكون الاولى على دفعتها  مستمدة قوة الامل من حبها الكبير للرياضة وكان لها ما عزمت على تحقيقه اذ تخرجت عام 1967 بتقدير  امتياز وكانت الأولى على الكلية بكل فروعها العلمية والادبية وعلى مدى سنوات الدراسة الأربع  وهي  تمارس جميع الانشطة . وكانت ايضا من ضمن فريق نادي الفتاة الذي استمر لعدة سنوات في قمة  الاندية  وقد حصلت على أحرزت المركز الأول زوجي  الطاولة   وقد جرت المباراة النهائية في نادي الميناء بالبصرة  .

ومن مشاركاتها  .. تألقها في سباق السباحة النسوية في مسبح بغداد اذ فازت بالمرتبة الاولى في سباحة الكرول والاولى أيضا في القفز من 10 و5 و 3 متر لعدة قفزات .

وفي  عام 1965  شاركت مع الفريق العراقي  في رحلته  الكويت اذ لعب مباراة واحدة فازفيها  على شقيقه  الكويتي .. وفي عام 1967 كانت ضمن الفريق الذي سافر  الى القاهرة ولعب امام فرق جامعات عين شمس والازهر في المعادي القاهرة وقد فاز الفريق في مباراتين وخسر الثالثة . وقد احتفى التلفزيون المصري بالفريق العراقي وعقد له ندوة أشاد فيها باللاعبات العراقيات  وما يتميزن به من مستوى متقدم وعندما تخرجوا هي وخوله المقصود .

بعد التخرج في الجامعة  مع زميلتها خولة مقصود قدم مدير عام مديرية الطلبة والشباب  يومذاك الدكتور سلطان الشاوي فكرة تاسيس الرياضة الجامعية  وبعد الاخذ بالفكرة تم تعيينها هي والست خولة كأول معيدتين  في كليات مختلطة وذلك عام فقد عينت المعمار   كلية  الاقتصاد والعلوم السياسية والست خولة في كلية  الاداب , ونجحت هذه التجربة من خلال زيادة النشاط الرياضي في الكليتين   مما جعل وجود المعيدات ضروريا جدا في كل كلية وبعدها تم ترشيح الخريجات في الدورات التي التالية  وتوزيعهن  على كليات  جامعة بغداد  .

, وقد تم ترشيحها في تلك الفترة الى اتحاد التنس والمنضدة , وحين تتحدث المعمار عن دراستها تذكر ان تلك الدراسة  في الكلية لم تقتصر على الرياضة , فعندهم العلوم الانسانية والعلمية واللغة الانكليزية والتوسع في اللغة العربية , وعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والتشريح  عدا الدروس الرياضية وكانت مدرساتهم امريكيات الجنسية ..تقول ( اتذكر  كان عندنا جمناستك ومدرستنا  معهم في القاعة وعندنا  اعتماد سلسلة تمارين  على العارضة التي ترتفع متر على الارض وجاء دورها  فوصلت للوسط ووقعت فخرجت المدرسة من القاعة وقالت (تدربي حتى ارجع ) فحاولت اعادة التمرين اكثر من مرة  حتى قفزت على العارضة واكملت السلسلة بكفاءة  عالية واذا بي اسمع  تصفيق استاذتي من وراء الشباك فقد غادرت القاعة كي لا ارتبك , فكان درسا تربويا لم انسه ابدا  كما انها وضعت لي   الدرجة الكاملة .

بعد التخرج واصلت ماجدة المعمار النشاطات والمشاركات فتم ترشيحها  الى اتحاد التنس والمنضدة من 1973الى  1979وكانت مشاركاتها في الاتحاد مميزة  حيث تم ايفادها   الى المغرب مديرا فنيا للمنتخب  للمشاركة في البطولة العربية للنساء والرجال وكان المنتخب العراقي للرجال  قد فاز بالمركز الأول   حيث تم رفع العلم العراقي بفوز اللاعب عبد الوهاب عبد الحسين  وفازت اللاعبات بالمركز الثاني  بفوز كل من افتخار جمعة  وامال وفريال وامل الشيخلي  .

وتذكر المعمار مشاركتها  في بطولة العراق للتنس اذ كانت المباراة  النهائية بينها وبين اللاعبة ذكاء شماس وكانت المبارة  في منتهى القوة والاثارة فقد ظل التعادل سيد الموقف  الى ان فازت ذكاء بالبطولة ـبــ   8 ضد 7 بعد ان سقط المضرب  من يدها فكانت حقا  مباراة لا تنسى  من حيث القوة والتصفيق والتشجيع .

 تم ترشيحها الى الهيئة الادارية للنادي العربي الرياضي  في الوزيرية في بغداد الذي كان يترأسه عبد القادر العاني وامين سره الدكتور عبدالقادر زينل  وكانت معها وداد المفتي وتونس مكي وكانت نشاطات النادي متسمة بالنجاح والكفاءة في كل الفرق .

في عام 1979. .ترشحت للاشتراك في بطولة  في كوريا الشمالية حيث مثل العراق   منتخبان  نسوي ورجالي فكان معهم محسن الهاشمي وحيدر وعماد رحمه الله وجمال وحسين حافظ .. و بادارتها  اللاعبات افتخار وشذى وايمان وفريال وامال وكان الفريق العراقي من الفرق المميزة حيث تم اختيارهم لمقابلة رئيس الوزراء الكوري .واشاد بما قدمه الفريق العراقي لان الفرق العراقية  أنذاك كان لها شأن كبير وكانت المرأة العربية الوحيدة في المؤتمر وقد تم اخذ بعض من توصياتهن  .

وايضا تم ترشيحها للدورة الاولمبية في لوس انجلوس والست ناهضة الجبوري  وكان الوفد العراقي خال من مشاركة اي لاعبة وقد مثلت ست ناهضه عن اللجنة الاولمبية وماجدة عن المنظمات الجماهيرية والرياضة النسوية ولكن ظروف عائلية منعتها من الذهاب ولكن اسمها بقى  من ضمن الوفد .

 وفي عام 1982تم ترشيحها بعد الست ناهضه للدراسات العليا لكنها  فسحت المجال لغيرها وقد فاتحتها الهام سعيد في الدراسات العليا انذاك ولكنها اعتذرت بعد ان قررت ان تحيل نفسها على التقاعد بعد حياة رياضية حافلة بالبطولات والنشاطات وكتب الشكر والاحتفاظ بـــ 52 كأس في كل  الالعاب التي مارستها وهي لم  تندم – كما تؤكد –  على اي لحظة من حياتها في هذا المجال الذي اعطاها القوة والثبات  والثقة بالنفس والايمان بالفوز وتقبل الخسارة والتعاون وحب الناس  .

رائدات في الرياضة العراقية (ناهضة الجبوري)

رائدات في الرياضة العراقية

نجمات قدوات

ناهضة الجبوري

ناهضه يوسف محمد علي الجبوري  – ماجستير تربية رياضية

بدأت ممارسة الرياضة منذ نعومة اضافرها في الابتدائية حيث كانت المدرسة مختلطة وكان معلم الرياضة من المعلمين النشطين حيث كان يدربها على لعبة الكرة الطائرة وكرة السلة وألعاب الساحة والميدان .

وبعد انتقالها  إلى المدرسة المتوسطة والثانوية ( ثانوية الكرخ للبنات ) مارست لعبة الطائرة وكرة السلة وكانت في حينها  كابتن الفريق للكرة الطائرة سنة 1953 وشاركت  في دوري المتوسطات وبعدها الثانويات وكانت دائما من المتميزات في الدوري المدرسي ، وبعد تخرجها  من الثانوية سنة 1957 التحقت في قسم التربية الرياضية في كلية البنات ثم ( كلية التحرير ) وكانت ضمن منتخب الكلية وشاركت في دوري الجامعة ( جامعة بغداد ) واحرزت المرتبة الأولى مع فريقها على الكليات المشاركة وبعد التخرج عملت  مدرسة في ثانوية الحلة للبنات ( محافظة بابل ) ومحاضرة في معهد المعلمات في الحلة وكان معها من دورتها مدرستان هما ( ناهدة سعيد ، وساهرة عبد اللطيف) وأحدثتا ثورة رياضية في لواء الحلة سابقا  محافظة بابل حاليا  جنوب بغداد ، وبعد ذلك طلب منها  مدير التربية الرياضية في المحافظة أن تقدم درس نموذجي للمعلمات ومعلمي التربية الرياضية وكذلك درس نموذجي لمدرسي ومدرسات التربية الرياضية وقد تم تقديم هذه الدروس ، وبعد ذلك حصلت على مجموعة من كتب الشكر لدورها المتميز في النشاط الرياضي لاسيما تحية العلم والنشاط الكشفي ولأول مرة في الحلة ساهمت في قيام  مهرجان رياضي للبنات خارج أسوار المدرسة مع العلم ان الواقع الاجتماعي آنذاك لايسمح للبنات بمثل هكذا نشاط وأمام الجمهور وكانت العوائل ترفض اشتراك البنات في مثل هذه النشاطات ولكن استطاعت  زملائها ان تقنع  العوائل بالسماح للفتيات للمشاركة بهذه النشاط وقدمن فعلا مختلف الفعاليات ونجحن نجاحا باهراً وكان هذا المهرجان الأول في الحلة وذلك عام  1962 .

كذلك قامت بتدريب الطالبات على لعبة الكرة الطائرة وكرة السلة وألعاب الساحة والميدان وبعد سنتين 1963 انتقلت إلى جامعة بغداد كلية البنات قسم التربية الرياضية حيث تخرجت  بدرجة امتياز بمرتبة الشرف كما مارست  في الكلية لعبة الكرة الطائرة والجمناستك وألعاب الساحة والميدان ودربت منتخب الكلية في لعبة الكرة الطائرة وكذلك ألعاب الساحة والميدان ثم تم تكليفها بتدريب منتخب الجامعة سنة 1967 .

 كلفت بتدريب المنتخب الوطني النسوي في الكرة الطائرة سنة 1968 بواقع   أربع وحدات أسبوعيا وكان التدريب في قاعة الألعاب في الإسكان وكذلك في كلية الآداب وفي كلية التربية الرياضية في الكسرة , ومن لاعبات المنتخب ذاك ,  ماجدة طه المعمار ( الكابتن )   وأمل عبد الأمير و إيمان جورج  وأيدا اسكندريان و فاتن جورج  وخولة رشيد مقصود و سلوى الجراح والس اسكندريان و أمل طه و آمال عبد الرحمن و مورين يوسف  .

وبعد مجيء المدرب الروسي ا( اوكتاي ) أصبحت مساعدة للمدرب سنة 1968 وبعد سفره أصبحت هي المدربة ,  وقد التقى منتخبنا النسوي مع المنتخب الكويتي النسوي في بغداد وفاز في هذا اللقاء ثم سافر في نفس العام  1968 إلى الكويت وكانت نفس النتيجة الفوز أيضا ، وفي نفس العام  1968 تغلب المنتخب العراقي على شقيقه المنتخب الوطني السوري في بغداد على ملعب كلية التربية الرياضية في الكسرة .

تقول الرائدة ناهضة الجبوري :

عند مجيء المنتخب الوطني السوري النسوي إلى العراق وكان يومها  من أقوى الفرق العربية وبعد فوزنا  عليه أشادت الصحف العراقية بهذا الفوز  وقد اجري لنا   لقاء في برنامج الرياضة في أسبوع الذي يعده ويقدمه الأستاذ ( مؤيد البدري ) وكان اللقاء معي بصفتي مدربة المنتخب الوطني النسوي وايضا مع  كابتن المنتخب ( ماجدة المعمار ) وكان معنا  في هذا اللقاء العداءة سلمى الجبوري لحصولها على وسام اسيوي  في ألعاب الساحة والميدان وقد أشاد الأستاذ مؤيد البدري بالمنتخب النسوي العراقي وحيا المرأة العراقية على هذا الانجاز الذي يعد الانجاز الأول في لعبة الكرة الطائرة النسوية في العراق .

وفي سنة 1976 – 1981 اصبحت معاونة عميد كلية التربية الرياضية وعضوة في مجلس الكلية كما حصلت في سنه 1976على عضويه اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وهذا يعد حدث عربي مهم ان تنضم امرأة الى  عضوية اللجنة الاولمبية ثم أصبحت رئيسة اتحاد الرياضة النسوية وعقدت عدة اجتماعات مع الاتحادات الرياضية المركزية للتنسيق معها حول تشكيل فرق نسوية وكذلك لتهيئة منتخبات نسوية كذلك نظمت عدة اجتماعات مع الأندية الرياضية لنفس الغرض وطلبت من  رئيس اللجنة الاولمبية ضم عضوة في  اتحاد وحث  الاتحادات على لاهتمام بالفرق النسوية وتوسيع قاعدة اللعبة .كما  أقام اتحاد الرياضة النسوية عدة نشاطات مركزية رياضية في بغداد وبقية المحافظات بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية المركزية .

وفي سنة 1980 كنت ضمن الوفد الرياضي المشارك بالدورة الاولمبية الدولية المقامة في موسكو للاطلاع على هكذا محفل دولي لاكتساب الخبرة في هذا المجال وفي سنة 1982 ترأست الوفد الرياضي النسوي بكرة اليد إلى تونس في البطولة العربية التي أقيمت هناك وأجرينا عدة لقاءات عن الرياضة النسوية بصورة خاصة والرياضة بصورة عامة .

-سنة 1984 كنتت ضمن الوفد الرياضي الاولمبي المشارك في الدورة الاولمبية في لوس انجلس وكنت  نائبة لرئيس الوفد الرياضي ومشرفة لإبطالنا الرياضيين داخل السكن الجامعي .

-وقد حصلت على شهادة تدريبية في الألعاب من اللجنة الاولمبية الدولية وكرمت لدوري المتميز- كما تنص الشهادة –  في مجال الرياضة النسوية وقد كنت   المرأة العربية الوحيدة التي حضرت إلى هذا الحدث الرياضي المهم .

وإذ نواصل الرحلة مع الرائدة ناهضة الجبوري فاننا سنتوقف محاطات ابداع كثيرة جدا منها :

في سنه 1985 كانت ضمن الوفد الرياضي المشارك في الدورة العربية السادسة التي أقيمت في المغرب حيث اشرفت على الفرق النسوية الوطنية المشاركة في الدورة بصفتها عضوة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية والمشرفة على المنتخبات النسوية الوطنية  في الاتحادات المركزية .

 1989 أصبحت عضو المكتب التنفيذي في اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وشكلت أول مكتب للرياضة النسوية وكانت مهمة هذا المكتب الإشراف على المنتخبات الوطنية النسوية في الاتحادات المركزية وأصبح للمكتب ارتباط بالاتحادات المركزية من خلال ترشيح عضوه أو عضو اتحادي للتنسيق مع المكتب وحضور الاجتماع الدوري في المكتب الذي يعقد كل أسبوعين حيث طلبوا المناهج الخاصة بتدريب المنتخبات النسوية المركزية في كل لعبة ومكان التدريب والوقت ليتسنى المتابعة ، ووزعوا عضوات المكتب على الاتحادات المركزية للإشراف والمتابعة .     

سنة 1990 أصبحت رائدة اولمبية مع مجموعة من الرواد وكانت أول امرأة رياضية تحصل على هذه الشهادة وكان معها  كل من الرواد :-

الأستاذ علي السامرائي و السيد إسماعيل حقي و العميد نشأت ماهر السلمان ( أبو رياض ) و العقيد  المرحوم شوقي عبود و العميد المرحوم جواد الميرة و السيد مزهر الراوي  وغيرهم

  سنة 1990 أصبحت خبيرة في المجلس الرياضي العراقي .

        سنة 2002 حصلت على شهادة الوسام الاولمبي وهي المرأة الوحيدة في العراق التي حصلت  على هذا الوسام.

مسيرة حافلة في سطور :

ان مسيرة الرائدة الكبيرة ناهضة الجبوري تحتاج الى دراسة منفردة لسعة مساحة النشاطات الاجتماعية والرياضية والعلمية والسياسية التي نهضت بها بكا نجاح واقتدار لتعكسمثلا نموذجيا لقدرات المراة العراقية وقد التزمنا في هذا الكتاب في حدود الجانب الرياضي واذا حاولنا تقديم مختصر عن  المحطات في حياة الرائدة الكبيرة ناهضة الجبوري ..فهي :

–       1964 – 1965 دربت المنتخب الوطني لألعاب الساحة والميدان .

–       1976 عضوة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية

–       1976 – 1981 معاونة عميد كلية التربية الرياضية

–       سنة 1982 – 1986 عضوة الهيئة الإدارية للنادي الاولمبي في الاعظمية .

–       سنة 1983 حصلت على شهادة الماجستير في التربية الرياضية

–       1989 عضوة المكتب التنفيذي في اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وشكلت أول مكتب للرياضة النسوية

–       1990 حصلت على شهادة رائدة اولمبية من اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية

–       1990 أصبحت خبيرة في المجلس الرياضي العراقي

–       2002 حصلت على شهادة الوسام الاولمبي من اللجنة الاولمبية العراقية .

–       ساهمت بتحكيم لعبة الكرة الطائرة في البطولات التي تقيمها جامعة بغداد .

–       ساهمت بتحكيم ألعاب الساحة والميدان التي تقيمها جامعة بغداد .

–       أشرفت على كتابة اطاريح طلبة الماجستير والدكتوراه في كلية التربية الرياضية في الجادرية وكلية التربية الرياضية للبنات في الكسرة .

–       كنت ضمن اللجان لمناقشة طلبة الدراسات العليا في الكلية اطاريح الماجستير والدكتوراه .

–       ساهمت في وضع مناهج التربية الرياضية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في العراق .

–       ترأست عدة وفود رياضية نسوية ومختلطة .

–       حضرت عدة مؤتمرات رياضية وساهمت بكتابة البحوث وطرحها في هذه المؤتمرات .

–       ساهمت في عدة لجان لتطوير الرياضة بصورة عامة والرياضة النسوية بصورة خاصة .

رائدات في الرياضة العراقية

الاكاديمية الأولمبية العراقية

رائدات في الرياضة العراقية

د . هادي عبدالله العيثاوي

2022

الأهداء..

الى المربية الفاضلة المدرسة في دار المعلمات في بغداد عام 1935 اللبنانية الرائعة وداد غبريل ..

الى رائدات الرياضة النسوية في العراق تحديا ونصرا وعوائل كريمة زرعت الثقة في نفوس بناتها ..

الى عمادة وتدريسيات وطالبات واداريات كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات منذ التأسيس حتى يومنا هذا ..وما بعده ..

الى اللجنة النسوية في اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية .. مزيدا من الدعم

الى كل رياضية تؤمن بان الرياضة شغف وفضيلة ..

د . هادي عبدالله العيثاوي

مدير الاكاديمية الأولمبية العراقية

مقدمة

الريادة .. هي السبق في دخول ميدان من ميادين الابداع , على ان يكون هذا السبق مبنيا على الوعي والشغف والرغبة المقرونة بالعمل في العطاء وشق طريق وتعبيده للسائرين فيه مستقبلا …

من هذا المفهوم انطلقنا في هذه الدراسة عن الرياضة النسوية في العراق , وهي دراسة  استطلاعية في التاريخ الاجتماعي , أي اننا شرعنا في استكشاف البدايات على ما توفر بين أيدينا من مصادر , وما زال مجال البحث واسعا للإلمام بهذا الموضوع الحيوي الذي لابد ان تتضافر جهود الباحثين في كشف خباياه لاسيما  أساتذة وطلبة كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة في العراق وهي كثيرة .

سوف نعرض في هذا الكتاب جانبا من مسيرة عدد من الرائدات في الرياضة العراقية في جيلين – ليس الكل – على وفق تحديدنا لمفهوم الريادة  وعلى ما أتيح من عينة للدراسة .

 وكلنا أمل ان يواصل الطريق باحثون آخرون لإكمال ما بدأناه ..اشكر الأستاذ المساعد الدكتور البطلة العراقية المميزة في العاب القوى ايمان صبيح على ما بذلته من جهد مخلص لانجاز هذا الكتاب ومن ثم مراجعته وكذلك اشكر السيدة منى احمد في اعلام اللجنة الأولمبية والانسة هنادي محمد مديرة العلاقات في الاكاديمية الأولمبية العراقية على ما قدمتاه من عون في التواصل والمتابعة  , كما اشكر عمادة وأساتذة وطالبات كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات – جامعة بغداد على تشريفي بالانضمام لاكثر من لجنة مناقشة في دراساتهم العليا مما فتح امام ناظري الطريق واسعا للمضي في البحث وإنجاز هذه الدراسة التي اوجزتها في هذا الكتاب ..للجميع شكري واعترافي بالفضل .

لله تعالى الفضل أولا وأخيرا .. سبحانه ذو الفضل العظيم ..

د . هادي عبدالله العيثاوي

بغداد – السيدية 2022

التاريخ الرياضي

يقول كونفيوشيوس حكيم الصين في القرن السادس قبل الميلاد ” ان الناس منذ القدم يدرسون الماضي من اجل تطوير انفسهم ” .. ويرى الكثير من اهل الادب والاعلام أيضا حسما لمقولة , هل التاريخ علم او ليس علما , ان  التاريخ  فن من الفنون التي لا غنى لها عن الخيال .. أي الكتابة الأدبية .

وقد برهن تطور البحث العلمي على ان التاريخ علم الا انه ليس كعلم الكيمياء – مثلا – علم تجارب واختبارات ولا هو مثل علم الفلك علم معاينة مباشرة ومتابعة دؤوبة , انما التاريخ علم نقد وتحقيق , وتقوم أهمية البحث التاريخي وتحدد قيمته اعتمادا على المصادر التي يستقى منها الباحث معلوماته , ومن بين ابرز المصادر الاثار القديمة والأصول والوثائق والنقوش والمراسلات (سيد احمد الناصري : 2002 ) .. والمقابلات ..والتاريخ الرياضي حقل من حقول التاريخ الاجتماعي وهو كما حقول التاريخ جميعا , البحث فيه يعتمد على نوعين من المصادر :

هناك مصادر أولية ومصادر ثانوية في البحث  التاريخي ومن اشهر المصادر الأولية وهي التي تكون الأقرب للواقع والأكثر تمثيلا للحقيقة ,  الاثار- بانواعها ومستوياتها –  والسجلات والوثائق والمقابلات مع شهود العيان او أصحاب السير المكتوب عنها .. ومن المصادر الثانوية الدراسات والبحوث السابقة والصحف بل كل وسائل الاعلام الموثوقة وفي كل الأحوال وبرغم افضلية المصادر الأولية الا ان الباحث يجب ان يستفيد من كل المصادر متوخيا الدقة متسلحا بالنقد والتحقيق .

ويلاحظ في البحث التاريخي عدم الإجابة على أسئلة محددة او طرح فروض لغرض اختبارها باستعمال الطرق الإحصائية انما  يتم اعتماد المنهج الكيفي لانه جوهر المنهج التاريخي ( عادل العدل : 2014) ..

وفي اطار هذا المنهج يمكن تلخيص أهمية بحثنا هذا في سعيه الى :

إيجاد العلاقة بين الظاهرة المدروسة وهي الرياضة النسوية وبين البيئة التي نشأت فيها .

إيجاد حلول لمشكلة معاصرة وهي تراجع الرياضة النسوية من خلال خبرات الماضي

وحرصا على اصالة بحثنا فقد امتد العمل فيه لمدة تزيد على الأربع سنوات وذلك لان مصادره الأولية تعتمد على رائدات الرياضة العراقية وهن  في أماكن متفرقة داخل وخارج العراق , فأصالة البحث تعتمد على ” الحصول على المعلومات التاريخية الاصيلة وهذا يتطلب من الباحث الاعتماد على المصادر الأولية للمعلومات ” ( منال المزاهرة :2014 ) وفي بحثنا اعتمدنا المقابلات مع الرائدات  عبر وسائل التواصل الالكتروني – عن بعد – لاسيما ان البحث في إنجازه  تزامن مع جائحة كورونا فضلا عن وجود بطلات في المهجر , وقد تركنا  للرائدات – عينة البحث – الادلاء بآرائهن وافكارهن وحتى انطباعاتهن بكل حرية لأننا ندرك أهمية ذلك في التفسير الذي استعنا خلاله ببعض ادوات السيميائية لاسيما ما يتعلق بصور بعضهن ..

فالصورة سيميائيا هي علامة او مجموعة من العلامات المرئية وقد توجد علامات ضمن العلامات مثل الملابس ولغة الجسد , والصورة نص بصري مرهون غناه الدلالي بقدرته على الاستعانة بالخبرة الإنسانية في كل ابعادها “( هادي العيثاوي : 2017 ) .

ان الدراسات السابقة في التاريخ الرياضي العراقي تكاد تكون قليلة قياسا لغنى هذا التاريخ , وتلك الدراسات على قلتها تناولت العابا محددة ..ومن الدراسات المميزة , دراسة  التطور التاريخي لكلية التربية الرياضية وهي رسالة ماجستير تقدم بها الباحث مهند عبدالاله عزيز الى مجلس كلية التربية الرياضية – جامعة بغداد باشراف كل من الأستاذ الدكتور منذر هاشم الخطيب والأستاذ الدكتور كامل طه الويس عام 2005 , ولعل الأهمية الأبرز لهذه الرسالة انها عكست دور كلية التربية الرياضية وقبلها المعهد العالي للتربية لبدنية في تطور الحركة الرياضية العراقية ..

ومن الدراسات القريبة في موضوعها لدراستنا , أطروحة الدكتوراه التي تقدمت بها الباحثة نضال هاشم غافل الى مجلس كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات عام 2019 باشراف الأستاذ المساعد الدكتور اسيل جليل والأستاذ المساعد الدكتور زينب علي الموسومة “المشاركات النسوية العراقية بالعاب القوى من عام 1948 لغاية 2017” .كما لابد من الإشارة الى رسالة الماجستير الموسومة “واقع الرياضة النسوية في محافظة السليمانية “التي تقدمت بها الباحثة كه زا ل كاكه حمه  سعيد الى مجلس كلية التربية الرياضية – جامعة السليمانية باشراف الدكتور تيرس عوديشو عام 2001 وهي دراسة في غاية الأهمية اذ تناولت تاريخ وواقع الرياضة النسوية في إقليم كردستان العراق .

دراسة أخرى مميزة في  التاريخ الرياضي العراقي موسومة ” تاريخ رياضة المعاقين في العراق ..بحث تاريخي , أطروحة تقدمت بها زينب علي عبدالامير الى مجلس كلية التربية الرياضية للبنات / جامعة بغداد باشراف الأستاذ الدكتور عبدالوهاب مجيد والأستاذ المساعد الدكتور منال عبود العنبكي عام  2008 .

اما الكتب ,  فأبرز من كتب في  تاريخ العراق الرياضي , الدكتور نجم الدين السهروردي والدكتور ضياء المنشئ .. والدكتور منذر الخطيب .

المدرسة أولا :

في الرياضة النسوية كانت المدرسة هي الأساس الذي قامت عليه هذه الرياضة , وقد كانت الدعوة مبكرة – الى حد ما – اذ كتب مهدي منجي في مجلة “التربية البدنية والكشافة “الصادر في 15 شباط عام 1935 مقالا بعنوان “الرياضة البدنية ونصيب مدارس البنات منها ” جاء فيه :

” وبهذا الصدد اقترح على وزارة المعارف ان تأخذ بيد طالباتنا في هذا السبيل وتهتم في امر أكثار دروس الرياضة البدنية في هذه المدارس وجمع المعلمات القائمات بتدريس دروس الرياضة في الثانوية المركزية للبنات ( لوسع ساحتها ) مرتين في الأسبوع على الأقل لأعطائهن دروسا عملية لانواع الرياضة البدنية الخاصة للبنات من قبل مدرسة الفرع  المذكور في هذه المدرسة او غيرها من اللواتي تجد وزارة المعارف فيها المقدرة على تدريس الرياضة البدنية وذلك لتزيد معلوماتهن …وارجو ان لايغضب المعلمات ان قلت ان معظمهن لايحسن تدريس دروس الرياضة البدنية على الوجه الصحيح الحديث لعدم تمرينهن التمرين الكافي على ممارستها ..صفوة القول : –

يجب ان يعتنى في حركة الرياضة البدنية بمدارس البنات كما هي الحال في مدارس البنين “.. وتحت المقال يعقب المحرر كاتبا ” عهدت وزارة المعارف في الآونة الأخيرة تدريس معلمات الرياضة والألعاب الى مدرسة الفرع في دار المعلمات وذلك مرة في الأسبوع وان هذه الدروس سائرة بانتظام ونجاح تامين وهي مفتقرة الى ساحات منتظمة مجهزة بالادوات الحديثة الكاملة ليكون التطبيق فيها أكثر فائدة وأعم نفعا .فنرجو من وزارة المعارف الاهتمام الزائد بإيجاد ساحات الألعاب التي بحاجة شديدة اليها جميع المدارس للبنات والبنين ” ص17 .

من هذا المقال ومن ثم التعقيب نؤشر جملة استنتاجات ابرزها :

  • ان مدارس البنات على قلتها كانت تدرس لطالباتها التربية البدنية .
  • ان التدريس لم يكن بالمستوى المطلوب لعدم تخصص المعلمات .
  • ان تلك المدارس كانت تفتقر للساحات النظامية المؤهلة لتدريب الطالبات .
  • عدم وجود أجهزة حديثة لانجاز مهمة التدريس او التدريب كما يجب .
  • ان نخبة من المجتمع كانت تدعو للاهتمام بالتدريب البدني .

ان كسر الجمود والبدء في درس الرياضة كان – الى حد كبير – بفضل المدرسات الاجنبيات اللاتي كن يدرسن في دور المعلمات , وكذلك العربيات ففي عدد شهر آب 1935 من مجلة التربية البدنية والكشافة نقرأ في ص19 موضوعا عن ” قوانين كرة الشبكة ” بقلم الآنسة وداد غبريل المدرسة في دار المعلمات , وهي مدرسة لبنانية تخرجت عام 1925 عمرت الى ما بعد المئة عام بعقد وقد اشتهرت بكتابها ” التربية قبل التعليم ” وبمقولتها حين تجاوزت المئة عام وهي تعمل بنشاط ” لا وقت عندي للموت او التقاعد ” ( موقع ويكبيديا – اب 2014 : المتابعة الواحدة ظهرا 20 / 2/ 2022  ) درست في دار المعلمات  في بغداد , ويعني نشر الموضوع وهو يخاطب اللاعبات بان اللعبة كانت موجودة قبل هذا العام – 1935 – وتجري ممارستها من قبل الطالبات وان كان على نطاق محدود .

في عام 1943 ادخل لأول مرة منهج التربية البدنية في المدارس , وفي عام 1965 نظمت مديرية التربية الرياضية العامة لأول مرة سباق في العاب القوى للبنات للمدارس المتوسطة والثانوية (كه زال : 13 ) ..اما الرياضة الجامعية للبنات فقد اخذت شكلا منظما حين تم افتتاح قسم التربية الرياضية في كلية البنات العام الدراسي 1955 – 1956  وتطور الحال بعد تأسيس جامعة بغدا د عام 1957 ( الخطيب : 1988 :287 ) . في عام 1973 – 1974 أصبحت كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد مختلطة تضم الجنسين الذكور والاناث وفي  العام الدراسي 1976 – 1977 تم إضافة مقررات دراسية خاصة بالطالبات .( مهند عبدالاله : 52 ) .

ثم انطلق قطار الرياضة النسوية وشهدت مسيرته محطات مميزة على المستوى المحلي والعربي والقاري  اذ تألقت بطلات على المستويين الرياضي والاجتماعي فكان وصف الرائدات جديرا بهن .

استنتاجات :

ولعل ابرز إستنتاجات  الدراسة يمكن ان نوجزها :

  • ان الاهتمام بالتربية البدنية بدأ مبكرا مع تأسيس المدارس .
  • ان ابرز معوقات نجاح درس التربية البدنية كان غياب الملاك المتخصص باستثناء بعض المدرسات غير العراقيات .
  • ومن المعوقات ايضا عدم وجود الساحات النظامية لممارسة درس الرياضة ومازالت هذه المشكلة قائمة حتى اليوم اذ تفتقد الرياضة العراقية للمنشآت الرياضية الحقيقية .
  • ومن المعوقات ايضا الافتقار الى التخطيط  وهي مشكلة ما زالت قائمة .
  • من النتائج الايجابية ان أصواتا كانت تنادي بضرورة الاهتمام بالتربية البدنية للبنات وكانت تلك بوادر الاعلام الرياضي كما تجلى في مجلة التربية البدنية والكشافة عام 1935.
  • ان قطار الرياضة النسوية اندفع بسرعة مشجعة منذ النصف الثاني من القرن الماضي بفضل ظهور الرياضة المدرسية والجامعية .
  • ان عددا من البنات المتميزات بالجرأة والاقدام تساندهن عوائل متفتحة استطعن شق الطريق والتأسيس لرياضة نسوية ذات ملامح مبشرة .
  • ظهور العوائل الرياضية التي شكلت عنصر تنوير في المجتمع .
  • ان عددا من المسؤولين في الدولة العراقية كانوا بمستوى المسؤولية مما سهل مهمة البنات البطلات .
  • استطاعت المرأة الرياضية العراقية ان تثبت جدارة عربية وقارية في اكثر من لعبة لاسيما في ثمانينيات  القرن الماضي على الرغم من الاوضاع ا المضطربة ( الحرب العراقية الإيرانية من 1980 الى 1988 ).
  • ان رائدات الرياضة العراقية كن شعلة تنويرية في المجتمع العراقي ثقافة وسلوكا .
  • ان معضلة الملاعب النظامية ظلت عقدة مستديمة في الرياضة العراقية ومثلها غياب التخطيط مما ادى الى وأد الجهود الكبيرة التي بذلتها باخلاص الرائدات .

 ان هذا  القطار تباطأت حركته بعد 2003 وصارت الرياضة النسوية بانتظار رائدات بوصف آخر , هن رائدات التجديد لإكمال خطوات الجيل الأول والثاني اللواتي شكلن  مادة دراستنا هذه وجوهر كتابنا المستمد منها .

بعد هذه السياحة التاريخية العلمية نقدم الرائدات بسير موجزة كما احببن ان يعبرن عن انفسهن او على وفق ما قدمن من معلومات مؤكدين ان لغة صياغة الكتاب غير لغة الدراسة العلمية أي اننا فتحنا النوافذ للمشاعر كي  تنطلق  فتحلق في سماء البلاغة العفوية ..

 ولابد من تثبيت ملاحظات :

  • اننا اخذنا عينة متاحة من الرائدات فلم نستطع الوصول الى الجميع ومقام كل واحدة منهن محفوظ في ذاكرة الوطن وهو محاط بأكليل لاحترام والتقدير .
  • اضفنا ملاحق من باب التوثيق والتقدير والاكبار أيضا .
  • التوصية الأبرز ان تبادر كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات بتخصيص رسائل واطاريح عن تاريخ الرائدات في الرياضة النسوية العراقية  بعد ان فشلت الاتحادات الرياضية بمهمة التوثيق.
  • ان تخصص مادة دراسية للمرحلة الأولى في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات تتناول هذا التاريخ المشرف المتوهج كفاحا وتحديا وانتصارات فالرائدات قدوات .
  • حرصنا على نشر اكبر عدد من أسماء وصور الرائدات حتى من لم تشملهن عينة الدراسة  لسببين , الأول احتراما وتكريما لهن والثاني خدمة لمن سيبحث بعدنا في الموضوع لاسيما في سيميائية الملابس , والتواصل الرياضي ,  وتاريخ المجتمع العراقي ..ودور المرأة في المجتمع بشكل عام .

الاعلام وصناعة البطل

التخصص :

التخصص في الاعلام الرياضي , او في الاعلام البيئي الأولمبي , قضية جوهرية في صناعة البطل , فالاعلامي المتخصص وحده القادر على المساهمة  الناجحة في هذه الصناعة , لانه ببساطة شديدة مؤهل لتقديم الملاحظات الفنية الدقيقة في مجال اللعبة المتخصص بشؤونها , كما انه بما يملكه من احاطة بتاريخ اللعبة ونجومها عبر هذا التاريخ سوف يكون جديرا بالثقة من قبل اللاعب الموهوب مشروع البطل ومن البطل نفسه وهو يرتقي صعودا حتى بلوغ مرحلة الرمز .

كما ان التخصص يوفر فرصة لشتى الألعاب بالانتشار بعد ان يطلع الجمهور على قوانينها وجمالياتها , ومن ثم اسرارها وصولا الى اساطيرها .. ومن الأمثلة المهمة في هذا السياق ,  انتشار لعبة التنس وخلق اساطير بطولة ” الويمبلدون “للتنس وهي اقدم واعرق واشهر بطولة تنس في العالم اذ انطلقت عام 1877  وكما يرويها معلق ال بي بي سي  بالعربي  عادل شريف الذي بدأ عمله  بالتعليق على الويمبلدون عام 1962.

كانت اكثر صحف بريطانيا اهتماما باللعبة الجديدة هي مجلة أسبوعية اسمها ” ذي فيلد ” ” الملعب ” او ” الميدان ” , اهتمت الملعب بنشر تاريخ التنس القديم وما حدث له من تطور على ايدي رواد التنس الجديد من أمثال هاري جيم الذي أنشأ اول ملعب تنس اخضر في حديقة منزل صديقه جان بيريرا في ستينيات القرن التاسع عشر بمدينة برمنجهام , ثم اقام الاثنان اول ناد للتنس في ليمينجتون عام 1872  الحديث عن غيرهما , كانت تلك بدايات الاهتمام بلعبة تنس المروج الخضراء التي اهتمت مجلة الملعب بنشر قوانينها وشرحها , وكان رئيس م تحرير ” الملعب “في ذلاك الاوقت طبيب اسمه جون هنري وولش هجر مهنة الطب وتفرغ لمهنة الصحافة .

 كان التنس يمارس في الملاعب المغلقة ويسمى “الرويال او الريال ” أي التنس الملكي ..وفي عام 1868 ومن مكتب مجلة الملعب انبثقت فكرة تأسيس ناد للكروكيه وهي لعبة تمارس بمضارب خشبية وتسمى “ملكة  الألعاب ” وتجاوبا مع موضة العصر حول أصحاب ” نادي عموم إنجلترا للكروكيه ” الذي اسسه وولش وزملاؤه في ضاحية ويمبلدون جنوب غرب لندن بعض ملاعب الكروكيه الى ملاعب تنس .

وكان التنس الوليد بحاجة الى رعاية فأخذت مجلة الملعب تلك المهمة على عاتقها فكتب وولش عن تنس المروج الخضراء كثيرا وعاونه صديقه هنري جونز الذي ترك هو الاخر الطب من اجل الصحافة وكان يكتب في مجلة الملعب باسم مستعار هو “كافنديش ” ..تحدثت ” الملعب ” عن كل شيء في التنس تاريخا وحاضرا , وفي التاسع من حزيران – يونيو – فاجأت الملعب قراءها وكل منافساتها من الصحف والمجلات بنشر خبر تاريخي جاء فيه ” ينوي نادي عموم انجلتره للكروكيه وتنس المروج الخضراء إقامة بطولة تنس مفتوحة لكل الهواة في يوم الاثنين 9 تموز – يوليو – والأيام التالية .. ورسم الاشتراك جنيه واحد وشلن واحد ..وستقدم جائزتان ..ذهبية للفائز الأول وفضية للفائز الثاني .”

واصلت ” الملعب ” تغطية البطولة فدبت نار الغيرة في الصحف والمجلات الأخرى فتزايد الاهتمام بالبطولة التي صارت تقام على مدى أسبوعين هما الأخير من حزيران والأول من تموز ,وامتدت نار الغيرة الى الأندية الأخرى بل الى المدن البريطانية الأخرى , فتزايد عدد بطولات التنس وتجاوبت الصحف مع هذه الحمى اللذيذة الممتعة فقدمت اخبارها وطرائفها .

ومع بداية القرن العشرين تضاعف الاهتمام ببطولة الويمبلدون وفي عام 1919 تقرر بناء ناد جديد يبعد ثلاثة كيلو مترات عن النادي القديم وافتتحه الملك جورج الخامس عام 1922وخصصوا فيه مقصورة تتسع لمئة وخمسين صحفيا تكريما  لجهود الصحفيين في نشر اللعبة وتقريبها للناس .

وبعد تأسيس اول إذاعة في بريطانيا ” هيئة الإذاعة البريطانية ” بخمس سنوات أي في عام 1927 طلبت الهيئة من اللجنة المنظمة للويمبلون نقل احداث البطولة الى ملايين المستمعين ووافقت اللجنة وتم البث فعلا صيف 1927 . وفي مستهل عهد الإذاعة البريطانية كلفت الخبراء بتقديم برامج عن لعبة التنس وقوانينها وفنونها للمستمعين كي يفهم المستمعون التعبيرات الفنية للعبة . وكان التعليق يتم بثلاثين لغة .

وفي الثاني من تشرين الثاني – نوفمبر –  1936 بدأ التلفزيون البريطاني البث وفي نفس اليوم ظهرت او لاعبة تنس على الشاشة الصغيرة وكانت ( كاي ستامرز ) نجمة المنتخب النسوي الإنجليزي .. وفي 21 حزيران 1937 نقلت احداث بطولة ويمبلدون لأول مرة في التاريخ واستمرت التجربة ثلاثين دقيقة متواصلة ثم مع الزمن أصبحت ثمانين ساعة على مدى اسبوعي البطولة ..فضلا عن سلسلة من الدروس التعليمية في اللعبة وتغطية نشاطات ابطال اللعبة ..( عادل شريف : 193 ) .

وعلى مستوى الصحافة العراقية يرى كثيرون ان الصحفي جلال حمدي – وهو طبيب أيضا – وراء انتشار لعبة كرة السلة في العراق وبلوغها مرحلة متقدمة عام 1934 حيث اقترح إقامة بطولة بكرة السلة لفرق بغداد تتبناها جريدة ” الاستقلال ” التي يتولى تحرير صفحتها الرياضية وقد أقيمت البطولة التي حملت اسم الجريدة فعلا وفاز بكأسها فريق مدرسة الامريكان . وفي عام 1935 فاز فريق المدرسة الحربية بالكأس وأصبحت لعبة كرة السلة تنافس كرة القدم من حيث المتابعة والاهتمام . ( خالد جاسم : 237 ) .

الخاتمة

بعد هذه الجولة يمكن ان نخرج بحصيلة عملية حول المساهمة الإعلامية في اعداد ورعاية الموهوب حتى بلوغ مرحلة البطولة ومن ثم النجومية وبعدها الأسطورية او الرمزية :

  • ان الاعلام يتولى الرعاية منذ الخطوات الأولى للموهوب مما يعني ان على الإعلامي الرياضي – وهو نفس التوصيف الذي يشمل الإعلامي البيئي الأولمبي – ان يتمتع بحس الكشاف القادر على تمييز المواهب في سن مبكرة .
  • ان الفرق بين الاعلام الرياضي العام والاعلام البيئي الأولمبي في صناعة البطل انما ينحصر في الأهداف , ففي الوقت الذي يسعى فيه الأول الى صناعة بطل يدر الأموال عبر سلسلة من المحطات الإعلامية والاعلانية , فان الثاني يجتهد لأعداد بطل رياضي ينافس تحت مظلة المبادئ الأولمبية .
  • ان عملية اعداد وصناعة البطل تمر بمراحل تتناسب مع العمر ومع المشاركات ومع البيئة التي يتحرك داخلها الموهوب , وان الاعلام يتكيف مع كل مرحلة وفي حالة الإخفاق في التكيف مع أي من المراحل فان ذلك قد يؤدي الى احتراق الموهبة وفشل عملية انتاج البطل .
  • ان الاعلام يحتاج الى الحرية الكافية لانتاج بطل رياضي , فالتدخل الحكومي في وسائل الاعلام او أي تدخل حزبي او ديني او مؤسساتي قد يؤدي الى فشل عملية صناعة البطل .
  • ان الضغوط التي تقيد الإعلامي أيا كان نوعها قد تجعل من الإعلامي عاجزا عن أداء دوره في صناعة البطل .
  • ان التخصص الإعلامي قضية جوهرية في صناعة البطل , اذ لابد ان يكون الإعلامي الرياضي من حيث المبدأ على اطلاع جيد على التاريخ الرياضي العام والتاريخ الرياضي الخاص بالبلد , وان يكون محيطا بمبادئ الميثاق الأولمبي وراغبا في تطبيقها , وان يكون متمكنا من ادواته الإعلامية , لا سيما من حيث اللغة الإعلامية التي تناسب الوسيلة المستعملة في ظل الثورة الاتصالية الحديثة .
  • –          التخصص , يوجب الالمام بمبادئ علم النفس الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي , والاحاطة التامة بمفردات اللعبة التي تجري في مصنعها  عملية اعداد ورعاية الموهوب كمشروع بطل مستقبلي .

ان كل نقطة من هذه النقاط تنطوي على الكثير من التفاصيل حين ننقلها الى الميدان , فهي خطوات عملية محسوبة بدقة من اجل مساهمة إعلامية فاعلة في رعاية الموهوب الذي نجتهد أن يصبح بطلا , ثم يرتقي الى ما بعد مرحلة البطولة .

المصادر

  • اخلاص محمد عبدالحفيظ ومصطفى حسين باهي ,الاجتماع الرياضي ,مركز الكتاب للنشر , القاهرة ,2001 .
  • خالد جاسم , حقائق واسرار وخفايا في الصحافة الرياضية ج1,  بغداد , , 2015 .
  • –          ضياء المنشيء ,الحركة الأولمبية في العراق , اللجنة الأولمبية العراقية , بغداد , 2007 .
  • طارق الناصري , الرياضة بدأت في وادي الرافدين ,اتحاد المؤرخين العرب , بغداد , 1984 .
  • طه باقر , ملحمة جلجامش , دار الرشيد , بغداد , 1980 .
  • ليونارد وولي , وادي الرافدين مهد الحضارة , ت : احمد عبدالباقي ,مكتبة المثنى , بغداد , 1947 .
  • محيي الدين مطاوع , الاولمبيات دعوة الى السلام , عين للدراسات والبحوث , القاهرة ,2003 .
  • نبيلة إبراهيم , الأسطورة , وزارة الثقافة والاعلام , بغداد ,1979 .
  • نجم الدين السهروردي , ملحمة جلجامش الفكر الرياضي , بغداد , 1977 .
  • هادي عبدالله العيثاوي , محاضرات في الصحافة الاذاعية والتلفزيونية , بغداد , 2018 .
  • –         —————, الاعلام المتخصص , بغداد , 2010 .
  • –         ————–, الرياضة والبيئة , الاكاديمية الأولمبية العراقية , بغداد , 2022 .
  • هلال عبدالكريم صالح , علم النفس الرياضي , المكتبة الرياضية , بغداد , 2010 .

الاعلام وصناعة البطل

       صناعة البطل إعلاميا

عاملان يحكمان  هذه العملية :

  • الحرية .
  • –          التخصص .

الحرية في الاعلام :

 ليس في وسع الاعلام بكل وسائله المساهمة في صنع البطل في أي ميدان , اذا  لم تتوفر له الحرية لكي يؤدي مهمته بشكل دقيق , وفي غياب الحرية على الأقل نسبيا فان الاعلام قد يستطيع المساهمة في صناعة البطل الا ان ذلك البطل قد لا يكون حقيقيا , أي محض بالون أعلامي , كما في صناعة الديكتاتوريات الحاكمة , او في النجوميات المزيفة .

لذا لابد من ملاحظة النظرية السائدة في المجتمع الذي تعمل فيه وسائل الاعلام لكي نحدد الخطوات التي تساهم في صناعة البطل , ونظريات الأعلام على وفق تصنيف الحرية هي :

نظرية السلطة :

هي اقدم النظريات فقد  ظهرت في أواخر عصر النهضة بعد اختراع الطباعة مباشرة ، وترتبط بنظم الحكم الاستبدادية حيث تسيطر الدولة على اجهرة الاعلام بغرض تعبئة الشعب لخدمة أهدافها.

وتستند هذه النظرية على مذهب الحق الألهي الذي ساد قبل عصر النهضة الاوربية .

تفرص هذه النظرية عدة قيود على الاعلام مثل:

– قيود التراخيص

– قيود الرقابة

– قيود الضرائب 

– قيود الأموال السرية

ورغم عيوب هذه النظرية  الا ان الكثير من الدول النامية تأخذ بها ويعود سبب انتشارها في العالم الثالث الى سيطرة العسكر على نظم الحكم او سيطرة احزاب دينية .

اما المبادئ الأساسية التي تقوم عليها هذه النظرية فهي :

١-وسائل الاعلام يجب ان تؤيد السلطة القائمة بشكل دائم .

٢-يحظر على وسائل الاعلام نشر ما يمكن ان يؤدي الى أية إساءة للطبقة الحاكمة او النخبة او لقيمها السياسية والأخلاقية.

٣-يتعرض الاعلاميون الى كثير من العقوبات

٤-لايتمتع الاعلاميون بأي استقلال داخل منظماتهم المهنية او المؤسسات الي يعملون بها.

النظرية الليبرالية -الرأسمالية :

أسهمت الصحافة في اوربا بكفاحها للتحرر من سيطرة الدولة في إرساء دعائم هذا النظام ،

ويعد القانون الذي أصدره البرلمان البريطاني خلال القرن الثامن عشر اول انتصار لهذه النظرية اذ اكد فيه على حظر اية  رقابة مسبقة على النشر ، كما سمح للافراد اصدار الصحف دون الحاجة الى الحصول على تراخيص .

ثم جاء دستور الولايات المتحدة الامريكية ليحظر تدخل الدولة في مجال حرية الصحافة حيث نص على انه يحظر على الكونغرس ان يصدراي  قانون يقيد حرية التعبير .

اما اهم الأسس التي تقوم عليها هذه النظرية  فهي :

١-يجب ان يكون النشر حراً من اية رقابة مسبقة .

٢-كل شخص او مجموعة اشخاص يملك حق امتلاك وسائل الاعلام بلا رخصة مسبقة من الحكومة

٣-لايعاقب على أي نقد موجه الى الحكومة او المسؤولين الرسميين .

٤-عدم وجود قيود على جمع المعلومات للنشر بالوسائل القانونية .

٥-يجب ان يتمتع الصحفيون بالاستقلال المهني داخل منظماتهم ومؤسساتهم .

الا ان المشكلة في أوضاع وسائل الاعلام في اوربا وامريكا  خلال النصف الثاني من القرن العشرين  الى اليوم ، انها ابتعدت كثيراً جداً عن الأفكار الليبرالية نتيجة سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على وسائل  الإعلام ووصول التركيز والأحتكار الى معدل لايمكن ان تحقق معه التعددية ، حيث لم يعد سوى ٢٠٪؜  فقط  من الصحف الامريكية يمتلكها افراد و ٨٠٪؜ تخضع لملكية الاحتكارات الكبرى  , ولا شك ان المشهد تغير من حيث الممارسة بتفجر الثورة الاتصالية الحديثة من جهة التقنيات والمضامين .

النظرية الشيوعية :

ولهذه النظرية أسماء أخرى مثل النظرية السوفيتيه او النظرية الاشتراكية ، او  البلشفية  او الشمولية وقد ظهرت في الربع الأول من القرن العشرين ، وكثيرون يصنفونها ضمن نظرية السلطة ، وعلى وفق هذه النظرية فأن أجهزة الاعلام تعد جزءً لا يتجزأ من جهاز الدولة الشيوعي ولا يملكها فرد ، ويديرها الحزب ، وتقوم هذه النظرية على المبادئ التالية :

١-ربط أجهزة الاعلام بالمجتمع ربطاً وثيقاً وتتحرك داخل اطار ترسمه السياسة العامة للدولة .

٢-حرية الرأي للنظام القائم دون مناقشة المبادئ الأساسية .

٣- أجهزة الاعلام لا تسعى الى الربح وانما الى تحقيق الأهداف التي يحددها الحزب .

٤-لايمكن الفصل بين وسائل الاعلام وشبكات الاتصال المباشرة الممثلة في كوادر الحزب .

نظرية المسؤولية الاجتماعية :

ظهرت أصول هذه النظرية في تقرير اللجنة الامريكية لحرية الصحافة التي عرفت بلجنة هوتشنز عام ١٩٧٤ وتقوم هذه النظرية على محور إيجاد توافق بين استقلال الصحافة والتزامها نحو المجتمع .

اما اهم المبادئ التي ترتكز عليها فهي :

١-وسائل الاعلام يجب ان تنفذ التزامات معينة للمجتمع .

٢- الالتزامات يمكن تنفيذها من خلال التقيد بالمعايير المهنية لنقل المعلومات مثل الحقيقة والدقة والموضوعية والتوازن .

٣-يجب ان تتجنب وسائل الاعلام نشر ما يمكن ان يؤدي الى الجريمة  والعنف والغموض الاجتماعي .

٤-الالتزام بالتعددية وحق الرد.

٥- يجوز التدخل العام اذا كان يهدف الى تحقيق مصلحة عامة .

٦- وسائل الاعلام يجب ان تنظم نفسها بشكل ذاتي .

نظرية المسؤولية العالمية :

تهدف هذه النظرية الى ربط أجهزة الاعلام والعاملين فيها بقضايا الانسان في كل مكان ، وترتفع بمسؤولية الاعلام الى مستوى القضايا العالمية ، وتعد هذه النظرية  مثالية وغير واقعية .

وهناك نظريات أخرى مثل نظرية التنمية التي تركز على  وجوب قيام وسائل الاعلام بدور إيجابي في انجاز اهداف التنمية في دول العالم الثالث ،

ونظرية المشاركة الديمقراطية وهي  من احدث النظريات وقد جاءت كرد فعل على الطابع التجاري والاتجاه الى الاحتكار في وسائل الاعلام .

 الذي لاشك فيه ان تغير المظهر الاتصالي في القرن الحادي والعشرين قد كسر جمود هذه النظريات , او انضباطية مقاساتها كما في الماضي وذلك لسببين , الأول تغير اشكال الحكم أي في الممارسة عما كان الحال عليه في القرن السابق , والثاني التغييرات الكبرى التي طرأت على وسائل الاتصال والممارسة الاتصالية , الا ان هذه النظريات في أفقها الواسع ما زالت تتحكم بالمشهد الاتصالي وفي حركة الممارسة الإعلامية , لذا لابد من الانتباه الى الاطار الذي تتحرك في داخله وسائل الاعلام وهذا  مرتبط بطبيعة البيئة المحيطة بهذه الوسائل .

 وفي اطار كل تلك النظريات فأن الصحفي او الأعلامي يتعرض الى ضغوط يمكن تصنيفها في فئات هي ( هادي العيثاوي : 147 ) :

الضغوط الشخصية: ومنها الضغوط النفسية  والصحية العامة, اذ اشارت الدراسات الى ان الصحفيين يعيشون اكثر من غيرهم حالات الارق والقلق واضطرابات الجهاز الهضمي فضلا عن ارتفاع نسبة الاصابة بالنوبات القلبية, وأضيفت الى القائمة امراض الكومبيوتر مثل الارهاق الشديد, والقرحة في المعدة. .. ومن الضغوط الشخصية ايضا, الضغوط الأسرية التي تنتج عن طبيعة العمل والتزاماته التي طالما تكون على حساب الواجبات الأسرية.

الضغوط المهنية: وهي التي تتعلق بواقع العمل الصحفي من حيث تنفيذ الواجبات والتنافس على فرص النجاح, والحياة مع فريق عمل في اختصاصات متنوعة والحاجة المستمرة للخبرات والدورات والدعم, وما يعترض العلاقة من توتر في الكثير من الأحيان مع من تدور حولهم القصص الاخبارية فضلا عن القلق في ميزان  العلاقة مع الجمهور في رحلة البحث عن النجاح الدائم او تجنب الخطأ, وهي مهمة شاقة جدا.

الضغوط السياسية: وهي كل ما يتعلق بسقف الحريات المنخفض بالعادة, وضغوط الرقابة سواء الذاتية منها او تلك المفروضة بتعليمات حراس البوابة..  وكذلك ضغوط الجو السياسي العام لاسيما في البلدان التي تشهد تدهورا أمنيا.

الضغوط المجتمعية: وهي الضغوط التي يتعرض لها الصحفيون بحكم التقاليد او القناعات التي تظهر بشكل مؤثر بعد تناول عدد من القصص التي يقف منها الكثيرون في المجتمع  موقفا مغايرا لأسباب عرقية او طائفية او بسبب انتشار الأمية, كما ان الصحفيين هم الاكثر  تعرضا للضغوط في زمن الفتن.

الضغوط الاقتصادية: الصحفيون يتقاضون في الاغلب اجورا لا تتناسب مع الجهود التي يبذلونها, كما ان وظائفهم طالما كانت رهينة بمزاج صاحب المؤسسة او القائمين عليها مما يجعلهم مهددين تحت وطأة احتمال الاستغناء عن خدماتهم او على نقلهم الى اماكن عمل بأجور اقل. 

على قدر الحرية المتاحة وكذلك التحرر من الضغوط , تقوم صناعة البطل الرياضي التي تبدأ برعاية الموهوب , فالكثير من الموهبين تتعثر عملية صنعهم ابطالا في الخطوات الإعلامية الأولى لأسباب , تتعلق بنظرية الاعلام التي تسير عليها الدولة في مجال الحرية لاسيما في الدول غير المتطورة وكذلك بسبب حجم الضغوط التي يرزح تحت وطأتها الاعلاميون , فالكثير من مشاريع بناء الابطال تتلاشى بفعل أسباب , سياسية او اجتماعية او دينية او مالية او مهنية تتعلق بواقع وسائل الاعلام من حيث تطورها وفاعليتها في المجتمع , وذلك لان مشروع البطل ينطلق من قاعدة محلية قبل ان يحلق في سماء أبعد قارية او عالمية , لذا فاننا نتحدث عن الاعلام المحلي الذي يضع الموهوب في مدار العالمية .