رياضة الانجاز في العراق

رياضة الإنجاز في العراق

بيانات ودلالات

2004 – 2024

محمد عبد الوهاب    أحمد عبد الوهاب

الأكاديمية الأولمبية

2024

المحتويات

الفصل الاول

اللجنة الأولمبية..قيادات وادارات

الفصل الثاني

مشاركات العراق في الدورات الأولمبية الصيفية

من دورة أثينا 2004 الى دورة طوكيو 2020

الفصل الثالث

مشاركات العراق في دورة الألعاب الآسيوية

من دورة الدوحة – قطر 2006 إلى دورة هانغتشو – الصين 2023

الفصل الرابع

دورة الألعاب الرياضية العربية من دورة الجزائر 2004 إلى دورة الجزائر 2023

الفصل الخامس

مشاركات العراق في دورة التضامن الإسلامي

 من مكة المكرمة – السعودية 2005 إلى باكو – أذربيجان 2017

تقديم

بعد كل مشاركة عراقية في دورة رياضية من الدورات التي تصنف على انها من الاحداث الرياضية الكبرى سواء من جهة عدد المشاركين ومستوياتهم او من جهة تاريخ الدورة وما قطعته من محطات رياضية عالمية كما في الدورات الأولمبية، نعم بعد كل مشاركة تثار عواصف نقدية تكاد تقتلع اوتاد خيمة الرياضة العراقية، ولا نصف الرياضة العراقية بالخيمة من باب المجاز بل هي الحقيقة التي تحير العقول .

ان العراق من البلدان السباقة في محيطه الجغرافي الى ممارسة الرياضة بمفهومها الحديث، ووقائع التاريخ تضع بين أيدينا احداثا رياضية نظمت مطلع القرن العشرين بل قبله، وعلى الرغم من تواضع تلك الاحداث الا انها كانت تعكس رغبة العراقيين في التقدم في هذا الميدان الاجتماعي، أي ميدان الرياضة، ومع عشرينيات القرن العشرين بدأ النشاط الرياضي يتبلور بدليل ان اول مطبوع رياضي دوري صدر في الثاني والعشرين من نوفمبر / تشرين ثاني 1922 في دلالة على ان النشاط الرياضي صار من السعة على نطاق الممارسة والمتابعة مما دعا الى تلبية الحاجة لتغطية هذا النشاط، وكان المطبوع مجلة ” نادي الألعاب الرياضية ” لصاحبها السيد محمد السيد علي وجاء في افتتاحيتها ” (ان الغاية المثالية لنشر هذه المجلة هو توسيع ونشر الدعوة الرياضية)

وكانت ابرز محطات التقدم الرياضي تأسيس لجنة أولمبية عام 1948 ثم المشاركة في نفس العام في دورة لندن الأولمبية واستمر الارتقاء على مستوى بعض الألعاب عربيا وآسيويا حتى توج عالميا في الحصول على وسام برونزي من قبل الرباع البطل عبدالواحد عزيز في دورة روما 1960 .

وبعد ان ارتفع منسوب المعنويات في النفوس التواقة، لا سيما إنجازات أخرى كانت قد سبقت هذا الإنجاز في فعاليات السباحة وكذلك رفع الاثقال والمصارعة كما ان العابا كثيرة شرعت في الاستقرار على مستوى التنظيم والتقدم على مستوى النتائج، الا ان المفارقة كانت تسمٌر رياضة الإنجاز العراقية عند حدود متواضعة لا تتناسب مع حيوية البداية وعنفوان الانطلاق وصدق النيات في الارتقاء وتوفر خامات المواهب وحضور من نذر نفسه لصقل هذه المواهب.

ولكن مع كل هذه العوامل المشجعة الا ان صرخة الرباع عبدالواحد وهي تستنهض الحديد قبل اكثر من ستين عاما ظل صداها يتردد في اركان خيمة الرياضة العراقية من غير ان تتبعها صرخات تقتلع الخيمة وترسي على اثارها اسسا راسخة من الاوسمة يقوم عليها بنيان رياضة انجاز حقيقية، بناء شامخ يشيده ويشده اداريون إستراتيجيون وليسوا اداري الصدفة او اداري النيات الحسنة، وبسبب هذا الصمت الذي ربما كسر تارة حين التأهل لنهائيات كأس العالم بكرة القدم عام 1986، او كسر تارة أخرى بحصد وسام قاري في هذه اللعبة او تلك، وتارة ثالثة بفوز كروي يتيم ببطولة قارية او الفوز الكروي ببطولة إقليمية، الا ان حالات كسر الصمت هذه لم تساعد على خلق حنجرة رياضية عراقية تتغنى بانجازات متتابعة تنبئ عن تخطيط علمي وإدارة مقتدرة .

من اجل هذا فنحن لا نلوم أشخاصا بعينهم وانما نؤشر خللا في المنهج على مستوى البلد وليست الرياضة وحدها هي التي تشكو، انما هو حال عام ومصيبة شاملة، لا ريب ان لها من الأسباب ما يحتاج الى خبراء في الاجتماع والاقتصاد والسياسة وعلم النفس والاعلام والتربية والتعليم بكل مراحله وحقول أخرى، من اجل إستعادة الهوية العراقية أولا ومن ثم التأسيس لمستقبل تتنفس فيه الرياضة هواء عراقيا نقيا تمتلئ به رئات الرياضيين حتى يصيروا ابطالاوليس الاحتراف هو الطريق الوحيد كما انه ليس الطريق الأمثل .

إزاء هذا الواقع وكما دأبت الاكاديمية الأولمبية العراقية على نشر الثقافة الرياضية بمبادئها الأولمبية فانها تقدم اليوم هذا الكتاب وهو تاريخ نتائج وأرقام وليس تاريخ مشاركات وادارات واشخاص، تقدمه ليؤسس على ضوئه الخبراء الرياضيون في اللجنة الأولمبية والباحثون في المؤسسات العلمية والاعلاميون والرياضيون من لاعبين ومدربين، علامات طريق يقود الى نتائج افضل، من غير الاكتفاء بالنقد الذي صار الى الندب اقرب، ان العقول العراقية الحرة – بكل زخم معاني هذه المفردة – قادرة على ان تؤسس لغد افضل .

اما على صعيد التأليف، فقد عرفت السيد محمد عبدالوهاب منذ زمن غير قصير شابا متحمسا للعمل الصحفي منجذبا بقوة الى التوثيق والمتابعة الدقيقة جدا لحديث الأرقام في شتى الرياضات او الألعاب، كما عرفت شقيقه الأستاذ المهندس احمد عبدالوهاب قبل خمسة عشر عاما او اكثر حين انضم الى جريدة الملاعب الصادرة عن اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية التي كنت يومذاك رئيس تحريرها فوجدته لا يقل اندفاعا عن شقيقه في شغفه بالتوثيق المقرون بأسلوب رشيق في العرض ودقة كبيرة في تدوين المعلومة .

من اجل هذا لم اتردد ابدا بعد الاتفاق مع السيد هيثم عبدالحميد الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية العراقية على تفاصيل مشروع هذا الكتاب الذي نريد منه ان يكون دليلا للخبير والإعلامي والمدرب واللاعب والقارئ المتابع باسناد مهمة إنجازه الى الاخوين عبدالوهاب اللذين انجزاه بزمن قياسي فجزاهما الله خير الجزاء ولهما الشكر الجزيل .

ان هذا الكتاب، يصح ان نطلق عليه دليل المحلل، فهو تاريخ مشاركات بارقامها وليس باشخاصها، أي ان الرقم هو الأساس في كل الألعاب، فالمقياس هوالنتائج حتى في الألعاب الجماعية في البطولات او الاحداث الرياضية الكبرى مع التأكيد على ان هذه الأرقام مرتبطة باصحابها بحكم انهم المسؤولون عنها نصرا كانت ام تراجعا، ولكنها كأرقام تبقى هي المقياس الذي يحتاجه المحلل للبناء عليه في رسم الخطط المستقبلية، من جهة اعداد أجيال جديدة وكذلك من جهة الأسباب التي تحدد هذه الأرقام مقارنة بما يسجله الاخرون وما يرتبط بعملية التسجيل من بنى تحتية ومن اجهزة حديثة ومن نظريات في التعامل مع الرياضيين فضلا عن إرساء دعائم فلسفة رياضية على مستوى المجتمع ككل أي الدولة .

وفق هذه النظرة حدد المؤلفان الأرقام جميعها أي ما يتعلق بالمسابقة وما يتعلق بالرياضي من حيث العمر او غيره، وكذلك الأرقام التي يجب مراعاتها في الكثير من الألعابان هذا الكتاب يمكن ان نعده الجزء الثالث في إصدارات الأولمبية العراقية بعد كتابي استاذنا الكبير ضياء المنشيء ” ” الحركة الأولمبية في العراق ” الذي أصدرته الأولمبية 2007 ” وموسوعة العاب الساحة والميدان في العراق ” الذي أصدرته الأولمبية عام 2008.” .

نتمنى ان نوفق في تقديم خدمة للمسؤولين عن رياضة الإنجاز وللباحثين والمحللين وكل اهل الشأن، فالارقام قاعدة مهمة لرسم الخطط المستقبلية . الاكاديمية الأولمبية تشكر المؤلفين وكل من ساعد في انجازهذا الكتاب الذي نأمل ان يكون قاعدة بيانات لكل من يتابع نتائج الرياضيين العراقيين ويسعى مخلصا الى تحسينها .

والحمد لله رب العالمين ..

د . هادي عبدالله العيثاوي

مدير الاكاديمية الأولمبية العراقية

المقدمة:

استهوتني ارشفة الاحدث الرياضية بنتائجها واحداثها في وقت مبكر من عمري في مطلع سبعينيات القرن الماضي حيث كان مصدر المعلومات الرئيسي في ذلك الوقت هو الصحف اليومية وكان مصدرالمعلومات للمشاركات الخارجية لمنتخباتنا وفرقنا في الدورات الرياضية ياتي من خلال مصدر واحد وهو موفدي الاعلام الرياضي بمختلف مسمياته منذ اللجنة الرياضية في نقابة الصحفيين عند تاسيسها وصولا الى الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية الحالي ولاشك ان السعي لارشفة النتائج بشكل دقيق ومفصل كثيرا ماكان يتبع نشاط الموفد الذي كان يبث الرسائل و التي كانت تنشر موحدة في جميع الصحف واذا كان بعض الموفدين يفي المشاركات حقها الكامل في المتابعة ويسهل من مهمة التوثيق والارشفة بشكل كامل فان ماكان يبثه الاخرون في رسائلهم يفتقد الى دقيق المعلومات ويجعل بعض جوانب المشاركات مفقودا.

ومع التطور التكنلوجي المتسارع الذي حصل في العقدين او الثلاث الاخيرة ودخول شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) كبوابة ومصدر جديد للحصول على المعلومات في مختلف مجالات الحياة ومنها الجانب الرياضي فبات الحصول على المعلومة ايسر واسهل بكثير بل ان الحصول على معلومات جديدة لدورات وبطولات سابقة وباثر رجعي كما يقال وذلك من خلال السجلات الرسمية للدورات التي تنشرعلى المواقع الالكترونية وخاصة للدورات الاولمبية التي كانت تصدر سجلات رسمية لكل بطولة والتي كنا نفتقدها سابقا لصعوبة التواصل في الحصول عليها انذاك وفي هذا الاطار تحديدا فقد تجددت معلوماتنا مثلا عن المشاركة الاولمبية العراقية الاولى في دورة لندن 1948 فرغم مرور مايقارب من 75 عاما على تلك المشاركة وبعد ان كنا على سبيل المثال نعرف نتائج منتخبنا السلوي المشارك في ذلك الاولمبياد فقط بل واحيانا في تضارب عدد النقاط المسجلة في تلك المباريات فقد اصبح الحصول على التفاصيل وحتى مسجلي نقاط المنتخب العراقي في كل مباراة واضحا وبشكل رسمي بدل الاعتماد على تناقل المعلومات لاشخاص عاصروا تلك المشاركات وبكل تاكيد فانها احيانا وربما كثيرا تجانب الصواب، وقد ساهم هذا التطور الالكتروني في تضاؤل الدور الورقي بشكل كبير رغم انه يبقى لعالم الورق نكهة خاصة ولايزال الكثيرون يشعرون بالقيمة الكبيرة والنكهة الجميلة للورق ولان المشاركات العراقية في الدورات الرياضية المختلفة بعد عام 2003 لم تاخذ نصيبها (الورقي) كالذي اخذته المشاركات قبل ذلك التاريخ وعلى صعيد الكتب تم توثيق جزء كبير منها في مؤلف الدكتور ضياء المنشي تاريخ الحركة الاولمبية في العراق وبتشجيع من الدكتور هادي عبد الله مدير الاكاديمية الاولمبية فقد توكلنا على الله في ان نستكمل توثيق المشاركات العراقية بعد عام 2003 في (الدورات الاولمبية والدورات الاسيوية ودورات الالعاب العربية ودورات التضامن الاسلامي) املين مستقبلا وباذن الله ان يتم تجميع كل المشاركات العراقية منذ بدايتها بعد ان توفرت مواد جديدة في السجلات الرسمية والمواقع الالترونية لتلك الدورات والتي كانت مصدر رئيسيا لمواد هذا الكتاب اضافة طبعا الى المتابعات الشخصية الانية المتواصلة في وسائل الاعلام المختلفة التي اصبح بالامكان الوصول اليها بنقرة زر كما يقال وايضا من خلال مواقع الصحف التي تصدر في الدول التي تنظم تلك البطولات ومن خلال البث التلفزيوني الذي بات لقنواته المتخصصة في الجانب الرياضي والذي يفرد اوقاتا طويلة تجعلك في قلب حدث كل بطولة وتمنحك معلومات وافرة وغزيرة .

Tags: No tags

Comments are closed.