رائدات في الرياضة العراقية(ماجدة المعمار)

ماجدة المعمار

منذ طفولتها كانت ماجدة المعمار تلعب وتتسلق وتركض وتطفر وتشكل فرقا  وكانت تقود الاطفال وتنظم الالعاب في مدرستها الابتدائية في بغداد ايضا وتعمل التمارين السويدية واشتركت في كل الفعاليات وهي تتطلع الى مستقبل رياضي حتى دخلت المدرسة المتوسطة وكانت المشرفة وقتها الست سامية الدوري يومها  حصلت المعمار على الكأس  بلعبة المنضدة وهي في الاول المتوسط كما انها كانت ضمن فرق لعبتي السلة والطائرة ثم دخلت ثانوية الحريري في الاعظمية وكانت مدرسَة الألعاب الرياضية الست – وهو لقب المدرسة في المدارس العراقية –  زكية العبايجي التي لها  تاريخ مميز في الرياضة  النسوية والمخيمات الكشفية ففي عام  1958 طرحت  فكرة انشاء ناد رياضي للفتاة وفعلا تم افتتاح النادي بإدارة شخصيات معروفة ابرزهم سالمة الخصاف وزكيه العبايجي وسهيلة كامل وفائزة النجار . وتم الاقبال على النادي وموقعه  الصليخ شمال بغداد باعداد كبيرة من قبل الفتيات وتم تشكيل اول فريق وقتذاك مؤلف من عواطف اسود ولطيفه اسود ومي البكري  وخلود عبد الرحمن  ثم جرى تشكيل فريق من عائلة المعمار فلعب مباراة بالكرة الطائرة ضد فريق النادي وفاز عليه  بشوطين مقابل شوط في مباراة بالكرة  الطائرة وكان الفريق المعمار  العائلي  مؤلف من ماجدة  وسميره المعمار ووداد ابراهيم واحلام ابراهيم  وكن يتحدين   الكثير من المصاعب من اجل ان  تتواصل  هذه النشاطات الرياضية  وكان يشرف على تدريب منتخب النادي الأستاذ  سلمان فرس النبي رحمه الله ..اما فريق الناشئات فيشرف عليه الاستاذ هاشم حمام . وقام فريق النادي   بنشاطات مميزة مع  المحافظات . ومن ثم دخلت المعمار الجامعة  وبالرغم  من ان معدلها كان يؤهلها لما هو اعلى الا انها دخلت كلية البنات قسم التربية الرياضية وقررت أن تكون الاولى على دفعتها  مستمدة قوة الامل من حبها الكبير للرياضة وكان لها ما عزمت على تحقيقه اذ تخرجت عام 1967 بتقدير  امتياز وكانت الأولى على الكلية بكل فروعها العلمية والادبية وعلى مدى سنوات الدراسة الأربع  وهي  تمارس جميع الانشطة . وكانت ايضا من ضمن فريق نادي الفتاة الذي استمر لعدة سنوات في قمة  الاندية  وقد حصلت على أحرزت المركز الأول زوجي  الطاولة   وقد جرت المباراة النهائية في نادي الميناء بالبصرة  .

ومن مشاركاتها  .. تألقها في سباق السباحة النسوية في مسبح بغداد اذ فازت بالمرتبة الاولى في سباحة الكرول والاولى أيضا في القفز من 10 و5 و 3 متر لعدة قفزات .

وفي  عام 1965  شاركت مع الفريق العراقي  في رحلته  الكويت اذ لعب مباراة واحدة فازفيها  على شقيقه  الكويتي .. وفي عام 1967 كانت ضمن الفريق الذي سافر  الى القاهرة ولعب امام فرق جامعات عين شمس والازهر في المعادي القاهرة وقد فاز الفريق في مباراتين وخسر الثالثة . وقد احتفى التلفزيون المصري بالفريق العراقي وعقد له ندوة أشاد فيها باللاعبات العراقيات  وما يتميزن به من مستوى متقدم وعندما تخرجوا هي وخوله المقصود .

بعد التخرج في الجامعة  مع زميلتها خولة مقصود قدم مدير عام مديرية الطلبة والشباب  يومذاك الدكتور سلطان الشاوي فكرة تاسيس الرياضة الجامعية  وبعد الاخذ بالفكرة تم تعيينها هي والست خولة كأول معيدتين  في كليات مختلطة وذلك عام فقد عينت المعمار   كلية  الاقتصاد والعلوم السياسية والست خولة في كلية  الاداب , ونجحت هذه التجربة من خلال زيادة النشاط الرياضي في الكليتين   مما جعل وجود المعيدات ضروريا جدا في كل كلية وبعدها تم ترشيح الخريجات في الدورات التي التالية  وتوزيعهن  على كليات  جامعة بغداد  .

, وقد تم ترشيحها في تلك الفترة الى اتحاد التنس والمنضدة , وحين تتحدث المعمار عن دراستها تذكر ان تلك الدراسة  في الكلية لم تقتصر على الرياضة , فعندهم العلوم الانسانية والعلمية واللغة الانكليزية والتوسع في اللغة العربية , وعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والتشريح  عدا الدروس الرياضية وكانت مدرساتهم امريكيات الجنسية ..تقول ( اتذكر  كان عندنا جمناستك ومدرستنا  معهم في القاعة وعندنا  اعتماد سلسلة تمارين  على العارضة التي ترتفع متر على الارض وجاء دورها  فوصلت للوسط ووقعت فخرجت المدرسة من القاعة وقالت (تدربي حتى ارجع ) فحاولت اعادة التمرين اكثر من مرة  حتى قفزت على العارضة واكملت السلسلة بكفاءة  عالية واذا بي اسمع  تصفيق استاذتي من وراء الشباك فقد غادرت القاعة كي لا ارتبك , فكان درسا تربويا لم انسه ابدا  كما انها وضعت لي   الدرجة الكاملة .

بعد التخرج واصلت ماجدة المعمار النشاطات والمشاركات فتم ترشيحها  الى اتحاد التنس والمنضدة من 1973الى  1979وكانت مشاركاتها في الاتحاد مميزة  حيث تم ايفادها   الى المغرب مديرا فنيا للمنتخب  للمشاركة في البطولة العربية للنساء والرجال وكان المنتخب العراقي للرجال  قد فاز بالمركز الأول   حيث تم رفع العلم العراقي بفوز اللاعب عبد الوهاب عبد الحسين  وفازت اللاعبات بالمركز الثاني  بفوز كل من افتخار جمعة  وامال وفريال وامل الشيخلي  .

وتذكر المعمار مشاركتها  في بطولة العراق للتنس اذ كانت المباراة  النهائية بينها وبين اللاعبة ذكاء شماس وكانت المبارة  في منتهى القوة والاثارة فقد ظل التعادل سيد الموقف  الى ان فازت ذكاء بالبطولة ـبــ   8 ضد 7 بعد ان سقط المضرب  من يدها فكانت حقا  مباراة لا تنسى  من حيث القوة والتصفيق والتشجيع .

 تم ترشيحها الى الهيئة الادارية للنادي العربي الرياضي  في الوزيرية في بغداد الذي كان يترأسه عبد القادر العاني وامين سره الدكتور عبدالقادر زينل  وكانت معها وداد المفتي وتونس مكي وكانت نشاطات النادي متسمة بالنجاح والكفاءة في كل الفرق .

في عام 1979. .ترشحت للاشتراك في بطولة  في كوريا الشمالية حيث مثل العراق   منتخبان  نسوي ورجالي فكان معهم محسن الهاشمي وحيدر وعماد رحمه الله وجمال وحسين حافظ .. و بادارتها  اللاعبات افتخار وشذى وايمان وفريال وامال وكان الفريق العراقي من الفرق المميزة حيث تم اختيارهم لمقابلة رئيس الوزراء الكوري .واشاد بما قدمه الفريق العراقي لان الفرق العراقية  أنذاك كان لها شأن كبير وكانت المرأة العربية الوحيدة في المؤتمر وقد تم اخذ بعض من توصياتهن  .

وايضا تم ترشيحها للدورة الاولمبية في لوس انجلوس والست ناهضة الجبوري  وكان الوفد العراقي خال من مشاركة اي لاعبة وقد مثلت ست ناهضه عن اللجنة الاولمبية وماجدة عن المنظمات الجماهيرية والرياضة النسوية ولكن ظروف عائلية منعتها من الذهاب ولكن اسمها بقى  من ضمن الوفد .

 وفي عام 1982تم ترشيحها بعد الست ناهضه للدراسات العليا لكنها  فسحت المجال لغيرها وقد فاتحتها الهام سعيد في الدراسات العليا انذاك ولكنها اعتذرت بعد ان قررت ان تحيل نفسها على التقاعد بعد حياة رياضية حافلة بالبطولات والنشاطات وكتب الشكر والاحتفاظ بـــ 52 كأس في كل  الالعاب التي مارستها وهي لم  تندم – كما تؤكد –  على اي لحظة من حياتها في هذا المجال الذي اعطاها القوة والثبات  والثقة بالنفس والايمان بالفوز وتقبل الخسارة والتعاون وحب الناس  .

Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *